الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من
يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
خصنا بخير كتاب أنزل، وأكرمنا بخير نبي أرسل، ورضي لنا الإسلام دينا، وجعلنا به خير أمة أخرجت
للناس، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونؤمن بالله، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا
محمداً عبد الله ورسوله أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده وتركنا على
المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فمن يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعص الله
ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها)
(ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم)، اللهم صل وسلم وبارك على هذا الرسول
الكريم، وارض اللهم عن آله وصحابته وأحينا اللهم على سنته وأمتنا على ملته واحشرنا في زمرته مع
الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، أما بعد،،
لرجز و الرجس والركز و الركس
الرجز
بمعنى العقاب الذى نتيجته العذاب
)وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) (سـبأ:5)
)هَذَا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) (الجاثـية:11)
و فى الايتين السابقتين الرجز هو العقاب بأنواعه المختلفة لكون العذاب من الرجز الاليم !!
)وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ &Ete; بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ
لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائيلَ) (لأعراف:134)
)فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ) (لأعراف:135)
)فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) (البقرة:59)
مما سبق يكون معنى الرجز هو العقاب الذى من نتيجته العذاب
والرجز بمعنى كل ما يوجب العقاب
و أنا أرفض ان يكون معنى الرجز هو الاصنام ( لكون النبي لم يعبد صنما ) و قد امره الله بهجر الرجز !!
فقال ()وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) (المدثر:5)
و الرجزبمعنى وساوس الشيطان التى تؤدى الى العقاب
() وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ) (لأنفال:11)
الرجـــــــــــــــــــــــــــس عقاب او اثم او نجس
بمعنى عقاب
)قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) (لأعراف:71)
بمعنى الاثم
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة:90) و الاية تبين معنى الاثم ()يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا )(البقرة: من الآية219)
بمعنى اثم او خروج عن الشرع
)قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأنعام:145)
بمعنى النجس اذا اطلقت على المنافقين
مثل () إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ )(التوبة: من الآية28)
)سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (التوبة:95)
وارتجز اى قال نوعا من الشعر مثل الزجل
وقيل فى مختار الصحاح لعل الرجز و الرجس لغتان او لهجتان لمسمى واحد
الركـــــــــز
بمعنى الصوت الخفى
()وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً) (مريم:98)
وركز الرمح اى غرسه فى الارض اى اخفى جزء منه
و الركاز هو الشىء المدفون فى الارض اى المختفى
الركــــــــــــــــــــــــــس
اى رد الشىء منقلبا ( مثل الردة الى الكفر )
)فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) (النساء:88)
)سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا) (النساء:91)
هذه بعض معانى الكلمات القرءانية من القرءان اى بلغة عربية قرشية
و البقية تأتى
قوله تعالى فى سورة المدثر :
يا ايها المّثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرُّجز فاهجر
الرجز فى هذه الآية راؤه عليها تشديد مع ضمة وأقرب معنى لها هو ما يسىء للإنسان فى دينه وعقيدته وأخلاقه
وليس معنى أن يأمر الله تعالى رسوله ص بهجر الرُّجز أنه كان يفعله ( حاشاه ) .. بل هو أمر من الله تعالى لرسوله للتحذير والتذكير لأنه شأنه بعد الرسالة يختلف عن شأنه قبل الرسالة .
وهناك تحذيرات من الله تعالى لكل مسلم أن يجتنب الفواحش والذنوب والآثام ولا يدل ذلك ابداً أنهم متهمون بارتكابها .
أما كلمة ( الرّجز) بتشديد الراء مع كسرها فأتفق معكم فى أن معناها هو العقاب والعذاب فى الدنيا والآخرة جزاء الكفر والنفاق والفسوق والفساد فى الأرض
كان على أصحابِ الشبهةِ أن يرجعوا إلى السابقِ واللاحقِ للآيةِ الكريمة قبل عرضهم لها ؛
الآيات برمتها في سورة المدثر تقول
( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) )).
الآيات وصايا من اللهِ سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وهذا ما جاء في التفسيرِ الميسر ففيه ما نصه :
يا أيها المتغطي بثيابه، قم مِن مضجعك، فحذِّر الناس من عذاب الله، وخُصَّ ربك وحده بالتعظيم والتوحيد والعبادة، وَطَهِّر ثيابك من النجاسات؛ فإن طهارة الظاهر من تمام طهارة الباطن، ودُمْ على هَجْر الأصنام والأوثان وأعمال الشرك كلها، فلا تقربها، ولا تُعط العطيَّة؛ كي تلتمس أكثر منها، ولمرضاة ربك فاصبر على الأوامر والنواهي. أهـ
الملاحظ أن أصحابَ الشبهةِ اقتطعوا الآيةَ الكريمة من الآياتِ ، وجعلوها شبهةً ؛ فهذا يدل علي مدى حقدهم وكراهيتهم لنبينا صلى الله عليه وسلم ، وعدم إنصافهم في بحثهم الخال عن منهجية البحث العلمي !
رابعًا: إن الناظرَ في كتبِ المفسرين يجدها لم تقل : إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يتقرب للأصنام ويعظمها كما قال أصحابُ الشبهةِ ؛ فهذا يدل على كذبِهم أو سوء فهمِهم إن أحسنا بهم الظن .
وأتساءل هل ثبت أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم تقرب للأصنام وعظمَها ، وحياته صفحة يعرفها كل إنسانٍ على مر العصور من زمانه إلي زماننا ؟ الجواب:لا ، بل الثابت أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كسر الأصنام يومفتح مكة ، وكان يوصى عليّا t أن لا يدع صنمًا إلا طمس وجهَه ولا قبرًا مشرفًا إلا سواه ، وذلك فيصحيحِ مسلمٍ باب ( الأمر بتسوية القبر ) برقم1609 عَنْ أَبِى الْهَيَّاجِ الأَسَدِىِّ قَالَ: قَالَ لي عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ: أَلاَّ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ أَنْ لاَ تَدَعَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُ وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ.
وبالتالي فإن معنى قوله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : " والرجز فأهجر " أي : دم يا محمد واستمر على هجرك للأصنام والأوثان.
وبالمثال يتضح المقال:
أولاً: حينما يقول الوالدُ لابنِه الصغير الذي يطيع ربه ويصاحب الأبرار ولا يعرف الفجار فيقول له إياك ومصاحبة الفجار فهل المعنى أنه يصاحب الفجار؟! الجواب : لا ،ولكن المعنى: دم واستمر على مصاحبتك للأبرار وبعدك عن الفجار أصحاب السوء.
ثانيًا : حينما يدخل المدرسُ في الفصلِ ويجد التلاميذ في هدوء تام ثم يقول لهم التزموا الهدوء فهل هم لا يلتزمون الهدوء ، أم أن المعني استمروا على هدوئكم في الفصل ؟! هذا هو.
ثالثًا:لما قال لقمانُ لابنه ((: َيا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )) (لقمان13) . هل كان ابنُ لقمان مشركًا بالله ؟! الجواب: لا ؛ وإنما هي نصيحة ووعظ له حيث إن الشرك أعظم الكبائر على الإطلاق.
خامسًا : إن الكتابَ المقدس في العهدِ القديم يذكر لنا ما قاله اللهُ لموسى في الوصايا العشر : " لا تقتل ،
لاتزنِ ، لا تسرق.......... وهي أيضًا من وصايا المسيح عليه السلام .
فهل المعنى أن موسى عليه السلام كان يزنى فقال اللهُ له : " لا تزنِ " ؟ ! وهل المعنى أن موسى عليه السلام كان يقتل فقال اللهُ له : " لا تقتل " ؟! أو كان يسرق عليه السلام فقال اللهُ له: " لا تسرق " ؟! أفلا يعقلون ؟!
نجد هذه الوصايا في سفر الخروج إصحاح 23 عدد12أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 13لاَ تَقْتُلْ. 14لاَ تَزْنِ. 15لاَ تَسْرِقْ. 16لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ. 17لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ».
ونجدها أيضًا على لسانِ المسيح عليه السلام في إنجيل متى أصحاح 19 عدد 16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ:«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ:«لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». 18قَالَ لَهُ:«أَيَّةَ الْوَصَايَا؟» فَقَالَ يَسُوعُ:«لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. 19أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». 20قَالَ لَهُ الشَّابُّ: «هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَمَاذَا يُعْوِزُني بَعْدُ؟»..
موضوع ذو صلة
http://www.islamweb.net/VER2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=127758&Option=FatwaId[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]