هل الرعد مَلَك ؟ من تفسير قوله تعالى: << ويسبحُ الرعدُ بحمدهِ والملائكةُ من خيفتهِ >>
سم الله و الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه؛ وبعد :
فقد ورد في بعض التفاسير في قوله تعالى :
وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ [الرعد : 13]
ذكر الحديث التالي :
رواه عبد الله بن الوليد، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : أقبلت يهودُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا أبا القاسم، نسألك عن أشياء، فإن أجبتنا فيها اتبعناك وصدقناك وآمنا بك. قال : فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على نفسه قالوا الله على ما نقول وكيل. قالوا أخبرنا عن علامة النبي؟ قال : تنام عيناه ولا ينام قلبه. قالوا فأخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر؟ قال : يلتقي الماءان فإن علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت وإن علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت. قالوا صدقت. فأخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب بيديه أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب والصوت الذي يسمع منه زجره السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمره...إلخ
السؤال: كيف يكون الرعد ملاكا ونحن نعلم أن الرعد هو ناتج عن تفريغ شحنات كهربائية من السحب كما يقول العلم ؟ هل هذا يعني أن الحديث يعارض العلم ؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد روى الإمام أحمد في مسنده (2483)، والترمذي مختصراً (3117)، وابن أبي حاتم في تفسيره (1/55)، وأبو نعيم في الحلية (4/305)، وصححه الضياء في المختارة (10/69) وغيرهم من طريق بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس –رضي الله عنه- في حديث طويل -وشاهده قول ابن عباس-: أقبلت يهود إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا أبا القاسم! إنا نسألك عن خمسة أشياء: فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه، إذ قالوا: الله على ما نقول وكيل! قال: "هاتوا!" فسألوه عن هذه الأمور، ومنها: قالوا: أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال: "مَلَكٌ من ملائكة الله عز وجل، موكل بالسحاب بيده -أو في يده- مخراق من نار يزجر به السحاب، يسوقه حيث أمر الله" قالوا: فما هذا الصوت الذي يسمع ؟ قال: "صوته ..." الحديث.
غير أن هذه الزيادة التي فيها ذكر الرعد والملك الموكل به زيادة لا تصح؛ فقد تفرد بها بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير كما نص عليه أبو نعيم في الحلية، ولعل هذا ما جعل الإمام الترمذي يقول عنه: حسن غريب. وهو تضعيف منه كما هو ظاهر.
وما دلّ عليه الحديث -مع ضعفه ونكارة إسناده- هو قول جمهور المفسرين،كما قال أبو عمر ابن عبدالبر: -في الاستذكار 8/588-: "جمهور أهل العلم من أهل الفقه والحديث يقولون: الرعد: ملك يزجر السحاب، وقد يجوز أن يكون زجره لها تسبيحاً؛ لقول الله تعالى: (ويسبح الرعد بحمده) [الرعد: 13]،وينظر: تفسير ابن جرير (1/150).
والقول الآخر في تفسير صوت الرعد هو أنه ريح،كما هو قول ابن عباس،ومجاهد -ولهما قول يوافق قول الجمهور-، وقد عبّر عنه ابن جرير بقوله:
(ريح تختنق تحت السحاب،فتصاعد،فيكون منه ذلك الصوت)، ينظر: تفسير ابن جرير (1/151).
وإذا تبيّن أنه لا يوجد شيء مرفوع في هذا الباب، وأن الراوية عن ابن عباس مختلفة، فيمكن حينئذٍ أن ننظر في البحوث العلمية التي ظهرت في العصر الحاضر، والتي قد تعين على فهم حقيقة صوت الرعد، حيث يقول بعض الباحثين:
إن قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النبأ:43] هو أحد آيات ثلاث في القرآن الكريم تتحدث عن المطر، وأنواع السحب، وهذه الآية هي الآية المذكورة هنا، وقوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الروم:48].
وقوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً) [النبأ:15-16].
وقد قسم علماء الطقس -في العصر الحديث- أنواع السحب إلى ثلاثة أنواع رئيسة:
السحب الركامية: وإليها تشير الآية الأولى (آية النور).
السحب المبسوطة: وإليها تشير الآية الثانية (آية الروم).
سحب الأعاصير: وإليها تشير الآية الثالثة (آية النبأ).
وهذه الأنواع الثلاثة تتفرع عنها أنواع كثيرة أوصلها بعضهم إلى ثمانين نوعاً، وبعضهم اختصرها في اثني عشر نوعاً، ولكنها ترجع في أصلها إلى هذه الأنواع الثلاثة المذكورة في القرآن الكريم.
والقرآن الكريم يحدثنا عن كل نوع من هذه الأنواع، ويبين لنا خصائصه ومميزاته، وننقل لك ملخصاً عما قاله علماء الطقس في هذا العصر عن النوع الأول، وهو المذكور في الآية التي سألت عنها، وهو السحب الركامية.
يقولون: وطبيعة هذا النوع من السحب أنها ضخمة كبيرة، ولكن مساحتها صغيرة، حيث تمتد ثمانية كيلومترات، وإذا توسعت فلا تتجاوز عشرة كيلومترات، ولكنها تتصاعد عموديًّا، وتتراكم فوق بعضها حتى يصل حجم الواحدة منها إلى حوالي عشرين كيلومتراً كأنها جبل.
هذه السحب تتكون من ثلاث طبقات:
الطبقة السفلى: وهي القريبة منا، مملوءة بنقاط الماء الصغيرة.
وأما الطبقة الوسطى: فيوجد بها بخار ماء درجته أقل من الصفر؛ لأنه في ضغط أقل من الضغط الجوي. وهذا البخار يتجمد بسرعة عندما يصطدم بأي جسم صلب.
وأما الطبقة العليا: فتوجد بها بلورات الثلج الجامدة، وعندما تنزل هذه البلورات تصطدم ببخار الماء في الطبقة الوسطى الجاهزة للتجمد فيتجمد حواليها، فيتكون البرد فيبدأ ينزل، فيصيب نقاط الماء في الطبقة السفلى، فتتجمع حوله فينزل مطراً.
وهذا النوع من السحب في داخله تيار هوائي قوي يصعد للأعلى فيبرد، وينزل للأسفل فيسخن، وصعوده ونزوله مستمر، وعملية التدفئة والتبريد مستمرة، والبرودة التي تجمع حولها الماء من قوة التيار يدفعها إلى الأعلى، فيحيط بها مزيد من الجليد فتكبر وتثقل، فتنزل لتصيب مزيداً من بخار الماء المبرد فيتجمع حواليها، فتثقل فتنزل أكثر، فيأتي التيار الهوائي ليصعد بها. تستمر هذه العملية إلى أن يأتي وقت لا يستطيع التيار الهوائي أن يرفعها، لأنها تكون ثقيلة جدًّا، فتبدأ بالنزول، فتذوب شيئاً فشيئاً إلى أن تصل إلى الأرض وهي صغيرة الحجم.
ويثبت العلم الحديث أن هذا النوع من السحب (الركامي) يختلف عن غيره، فهو الذي يحدث فيه البرق والرعد يقول تعالى: (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ).
ويقولون: إن البرق يسببه البَرَدُ بانتقاله من أسفل إلى أعلى، فتتغير شحناته الكهربائية، ومع انتقال الشحنات الكهربائية وتجمعها يحدث تفريغ، فتحدث شرارة، ويحدث وراءها صوت الرعد بسبب خلخلة الهواء، ومن هنا يحدث الرعد والبرق.
ولهذا قال تعالى: (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) والضمير في (بَرْقِهِ) يعود إلى البَرَدِ، لأنه أقرب مذكور، وقيل إلى السحاب.
وإذا قرأنا الآية الكريمة وتأملنا ما ذكره علماء الطقس علمنا أن هذا القرآن من عند الله تعالى، وأنه معجزة الإسلام الخالدة، وصدق الله العظيم حيث يقول: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) [فصلت:53] .
أرجو أن يكون هذا الجواب مزيلاً للإشكال الذي استشكله الأخ السائل. وبالله التوفيق. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. منقـــــــــول عن موقع الإسلام اليوم.
وفي المرفقات بحث أكادمي رائع أنصح بمطالعته و فيه رد علمي على تحسين الشيخ الالباني رحمه الله لهذا الحديث.
عنوان البحث : دراسـة حديثية نقدية لحديث الرعد ملك.
للدكتور : حـــاكم عبيــسان المطيــري، قسم الحديث، كلية الشريعة، جامعة الكويت.
نتيجة هذا البحث كما كتبها صاحبه :
1- تفصيل القول في حال بكير بن شهاب و أن فيه لِينٌ حيث قال عنه أبو حاتم شيخ وقال فيه الحافظ : مقبول أي عند وجود المتابعة وإلا فليِّن كما نص عليه في مقدمة تقريبه .
2- وبيان تفرده بهذا الحديث عن سعيد بن جبير كما قال الترمذي وابو نعيم.
3- وأن تفرده على فرض أنه صدوق موجب للتوقف في قبول خبره حتى يُتابَع وإلا عُدَّ حديثه منكرا.
4- وقد خولف في إسناده حيث رواه حبيب بن أبي ثابت وهو من العلماء الثقات عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفا لم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم وبه أعلّهُ البخاري في التاريخ الكبير.
5- كما تفرّد بهذا اللفظ من حديث ابن عباس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه و سلم.
6- وقد خالفه شهر بن حوشب حيث روى الحديث عن ابن عباس مرفوعا دون هذا اللفظ، وروى هذا اللفظ من كلام ابن عباس موقوفا عليه، وكذا رواه جماعة من الرواة عن ابن عباس موقوفا كما رواه شهر.
7- وليس لهذه الزيادة التي تفرد بها بكير بإسنادها ورفعها، شاهد مرفوع سوى حديث بن ثابت وهو حديث باطل كما قال الذهبي والحافظ ابن حجر.
8- وقد روى هذا اللفظ عن علي بن أبي طالب و ابن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة موقوفا عليهم من قولهم وفي الأسانيد والطرق إليهم ضعف، وفي الألفظ اختلاف واضطراب وأحسنها حالا رواية ابن عباس عنه.
9- وقد ثبت عن ابن عباس من طرق عدة أنه أرسل إلى أبي الجلد يسأله عن هذه القضية وأبو الجلد ممن كان عنده علم عن أهل الكتاب.
10- وروى شهر هذا اللفظ عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو وكعب الأحبار، ومدار الرواية عن هؤلاء على عبد الجليل بن عطية عن شهر بن حوشب : فتارة يرويه عن أبي هريرة و تارة يرويه عن كعب، وتارة أن عبد الله بن عمرو بن العاص سأل كعب الاحبار، وتارة أن كعب الأحبار سأل عبد الله. وهذا اضطراب شديد.
وعبد الجليل صدوق يَهِمُ وكذا شهر بن حوشب، والرواة عن عبد الجليل أئمة حفاظ وقد اتفقت رواية عبد الملك بن عمرو وحماد بن سلمة على أن القصة بين كعب الأحبار وعبد الله بن عمرو بن العاص وهذه الرواية أشبه بالصواب، وحديث أبي هريرة وَهمٌ من عبد الجليل والله أعلم.
11- وكان كعب يحدِّثُ الصحابة عن كتب بني إسرائيل خاصة في عجائب المخلوقات وكانوا يحدثون بها لما ثبت عندهم من الإذن عن النبي صلى الله عليه و سلم بالتحديث عنهم.
12- وقد ثبت عن ابن عباس أخذه مثل هذه الروايات عن كعب الأحبار كما ثبت أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يُحَدِّثُ من كتب أهل الكتاب بمثل هذه القصص كما قال ابن كثير والسيوطي.
وبناءا عليه فقد اجتمع في حديث بكير بن شهاب :
أ- ضعف الراوي.
ب- تفرد منه بالإسناد واللفظ.
ج- مخالفةمنه للثقات.
وبذلك يكون الحديث منكراً مرفوعاً على أحسن الأحوال، إن لم يكن باطلاً موضوعاً.
وأما الأثار عن الصحابة : فرواية علي رضي الله عنه مدارها على مجاهيل شيعة الكوفة وضعفائهم ومعلوم شيوع الاقاويل عنه فيها.
ورواية ابن عباس رضي الله عنه عادت إلى أبي الجلد من علماء أهل الكتاب الذين أسلموا، ورواية عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عادت إلى كعب الأحبار، ورواية أبي هريرة رضي الله عنه يشبه أن تكون من أوهام عبد الجليل، وأن ثبتت عنه فمعلوم أخذه عن كعب الأحبار - كما نص عليه ابن كثير و غيره - مثل هذهالاخبار التي عن عجائب المخلوقات مما لا ينبني عليه حكم شرعي.
فإذا عُدِمَ النقل الصحيح عن صاحب الشريعة صلى الله عليه و سلم لزِمَ الرجوع في فهم الآيات الواردة في الرعد والبرق إلى ظاهر القرآن ولغة العرب وما أثبته العلوم الحديثة، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. إنتهـــى النقل من البحث المذكور ويمكنم تحميله كاملا من المرفقات.
وأقول أن لكل حادثة تفسيرا علميا يُمكن إدراكه كليا أو جزئيا أو لم يُدرك بعد و تفسيرا غيبيا لا نعلمه إلا من النقل الصحيح ، لأن العالم ينقسم إلى قسمين : عالم شهادة و عالم غيب.
ومثاله أن الموت يحدث في عالم الشهادة بأسباب طبية قد يعلمها بعض الناس و قد تخفى عنهم مثل توقف القلب و غيره وفي عالم الغيب فإننا نؤمن ان الموت مُكلَفٌ به ملاك يُخرج الروح من جسد الإنسان فيموت، فتفسير حدوث الموت غيبيا لا يناقض ما وصل له العلم أبدا .
وللملائكة وضائف ذُكرت عندنا : فمنها ما هو موكل بالمطر و الإنبات و منها ماهو موكل بالجبال و منها ما هو موكل بالسحاب والرياح ...إلخ
أما قول جمهور المفسرين كما ورد أعلاه أن الرعدَ ملاكٌ فهو من قبيل تسمية الشيءِ بمُسَبِّبِهِ ، والعرب قد يُسمون الأشياء بمسبباتها أو بنواتجها ومن امثلة هذا الأسلوب ما جاء في القرآن الكريم من تسمية المسيح بكلمة الله، في قوله تعالى:
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً [النساء : 171]
، فهل حقا المسيح هو كلمة ؟ أكيد لا و لكن الكلمة كانت سببا في وجود المسيح عليه السلام من دون أب كباقي البشر، يقول تعالى :
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ [آل عمران : 59]
فالكلمة هي كلمة الخلق كن، فسمى سبحانه الشيء بمُسَبِّبِهِ.
وكذلك سمى الله سبحانه ثمار الزيتون بالدهن، أي الزيت الذي نُنتِجُهُ من هذه الثمار ، فسمى الشيء بناتجه، وهذا في قوله تعالى :
وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ [المؤمنون : 20]
فقولهم الرعد ملاك فمن هذا القبيل : أي أن السبب الغيبي لحدوث الرعد هو الملاك المُوكل بالسحاب فإنه يقود السحاب للمواقع التي أمره الله بها فإذا وصلت السحب لتلك المواقع حدث التفريغ الكهربي كما ذُكر أعلاه و بالتالي لا خلاف مع العلم.
وبما أننا نناقش النصارى فنطلب منهم شرح الآتي من كتابهم :
[ الفــــانـــدايك ]-[ Ps:18:13 ]-[ ارعد الرب من السموات والعلي اعطى صوته بردا وجمر نار. ]
[ Ps:18:14 ]-[ ارسل سهامه فشتتهم وبروقا كثيرة فازعجهم. ]
[ Ps:18:15 ]-[ فظهرت اعماق المياه وانكشفت اسس المسكونة من زجرك يا رب من نسمة ريح انفك. ]
***
[ الفــــانـــدايك ]-[ Jb:37:2 ]-[ اسمعوا سماعا رعد صوته والزمزمة الخارجة من فيه. ]
[ Jb:37:3 ]-[ تحت كل السموات يطلقها كذا نوره الى اكناف الارض. ]
[ Jb:37:4 ]-[ بعد يزمجر صوت يرعد بصوت جلاله ولا يؤخرها اذ سمع صوته. ]
[ Jb:37:5 ]-[ الله يرعد بصوته عجبا.يصنع عظائم لا ندركها. ]
هذا والحمد لله رب العالمين.
رابط بحث الدكتور حاكم عبيسان المطيري للاطلاع هاااام جدا
http://www.4shared.com/file/93387398...f37/_____.html