Admin المشرف العام
عدد المساهمات : 376 تاريخ التسجيل : 02/02/2010
| موضوع: ما هو الجديد الذي اتي به الاسلام السبت فبراير 06 2010, 01:46 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة على الحبيب الهادى محمد صلى الله عليه وسلم الجديد الذي جاء به الإسلام يتكرر هذا التساؤل كثيراً على ألسن كثير من النصارى وهو ما الجديد الذي أتى به الإسلام ؟، وهو سؤال مردود عليه بالآتي .. أولاً : من أين أتوا بأن الأنبياء يجب أن تأتي بجديد؟ إذ لو كان الأمر كذلك فما الجديد الذي جاء به يشوع وصموئيل وزكريا وغيرهم ممن ذكروا بكتابهم المقدس؟ ثانياً : ما هو هذا الجديد ، ما تعريفه ، وما نوعه الذي يجب أن يأتي به كل نبي؟ هل هو جديد في العقائد أم في الشرائع ؟ إن كان في العقائد ، فكيف يكون الجديد فيه؟ وإن كان في الشرائع ، فهل هو في قسم العبادات أم المعاملات أم ... أم ..؟؟؟
ان ما جاء به الإسلام لم يكن جديداً بقدر ما كان تصحيحاً للرسالات التي سبقته
وكيف ان الاسلام كان مجدداً بالدرجة الأولى لما أوحاه الله على أول الانبياء ، ويكفي أن نعرف بأن الإله بحسب الفكر اليهودي هو إله قومي خاص لشعبهم المختار ، ولذلك هم يرفضون كل من يريد أن يدخل في ديانتهم من شعوب الأمم الأخرى إلا في نطاق ضيق جداً. أما المسيحية فهي تقوم على أكثر من تصور بخصوص الذات الإلهية، ويأتي في مقدمة تلك التصورات عقيدة التثليث، وعقيدة حلول الذات الإلهية في شخص عيسى عليه السلام، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا هل تريدون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي بجديد فعلاً ويكون ذلك حينها من مؤشرات نبوته أم تريدونه يسير على خطى الكتاب المقدس ويكون ذلك من علامات صحة نبوته ايضا ؟ أم أن الامر لا هذا ولا هذا ؟ فلو لم يأت بجديد لقلتم لافائدة من اتباعه ولو جاء بجديد قلتم هذا خلاف ماأتى به المسيح !
نحن أيضا يمكننا أن نطبق نفس المعايير على المسيح وعلى أي نبي لنبطل بها نبوته وما أسهل ذلك
لو احنا عايزين نعرف ايه الجديد الذى جاء به أي دين فلازم ننظر الى حال الأمة التى نبت فيها هذا الدين
قبل مجيئه وحالها بعد مجيئه ثم نقارن بين الحالين
وبكده حنقدر نحدد ما اذا كان حالهم
انتقل من جيد الى سئ أم من سئ الى جيد أم من جيد الى أفضل منه أم من سيئ الى أسؤأ منه
بالنسبة لي عشان أقارن بين الحالين قبل وبعد مجئ الاسلام الى جزيرة العرب عندى طريقتين :
الأولى : رد سيدنا جعفر بن أبى طالب على سؤال النجاشي
الثانية : وهو رد تفصيلي جدا ووهو قرآءة شاملة لحالة العرب قبل الاسلام وحالها بعد الاسلام
فى شتى مناحى الحياة ( اقتصاديا - سياسيا - خلقيا - دينيا وما الى ذلك )
وبما أن كلا الطريقين يؤديان الى نفس النتيجة لتعريف الجديد الذى جاء به الاسلام
فأنا أفضل أنت أتبع الطريقة الأولى
قصة سيدنا جعفر بن أبى طالب مع النجاشي:
لما كثرت الاضطهادات ضد المسلمين فى مكة أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يرحلوا الى بلاد الحبشة ( اليمن حاليا ) لأن فيها ملكا عادلا
هاجر المسلمين الى بلاد الحبشة ... لكن المشركين مش عايزين يسيبوهم فى حالهم ..
فأرسلوا ورائهم أثنين من رجالهم : عمرو بن العاص و عبد الله بن أبى ربيعة - قبل أن يسلما -
طبعا دخلوا على الملك بالهدايا والأموال أولا ثم بعد ذلك بدأوا يكلموه فى أمر المسلمين ..
قالوا له نفس ما نسمعه منكم اليوم أن الاسلام ليس بدين
وأنه لم يأت بشئ الى غير ذلك من نفس صنف ما نسمعه اليوم
وأنقل لكم كلام عمرو بن العاص
قال عمرو بن العاص :
" أيها الملك انه قد ضوى الى بلدك غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا فى دينك
وجاءوا بدين ابتدعوه لانعرفه نحن ولا انت وقد بعثنا اليك
فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم اليهم "
فماذا فعل النجاشي ملك الحبشة ؟
قال لازم أسمع من المسلمين الأول عشان أشوف القصة ايه .......
وللأسف هو ده اللى احنا مفتقدينه فى كثير من النصاري
وهذا لاانهم تسمعون الاسلام من أعداء الاسلام وترفضون أن تستمعوا الى أبناء الاسلام نفسهم
أتى النجاشي بالمسلمين الضعفاء وسألهم
ماهذا الدين الذى فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا به فى ديني ولا دين أحد من هذه الملل ؟
وكان سيدنا جعفر هو المتحدث الرسمي باسم المسلمين فبماذا رد عليه جعفر ؟
خدو بالكم من جواب سيدنا جعفر ... قال سيدنا جعفر : أيها الملك كنا قومًا أهل جاهلية؛ نعبد الأصنام ونأكل الميتة، ونأتى الفواحش
ونقطع الأرحام، ونسىء الجوار، ويأكل منا القوى الضعيف،
فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه
فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان
وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء
ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم،وقذف المحصنات
وأمرنا أن نعبد الله وحده،لا نشرك به شيئًا،وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ـ فعدد عليه أمور الإسلام
فصدقناه، وآمنا به، واتبعناه على ما جاءنا به من دين الله ، فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئًا
وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا
ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث
فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك
ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك."
هذا كان رد سيدنا جعفر
وبعد ذلك طلب النجاشي من سيدنا جعفر بن أبى طالب أن يقرأ عليه من كلام الله عز وجل
الذى جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فقرأ عليه من أوائل سورة مريـــــم
فقال النجاشي - وكان مسيحيا - :
" إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا، فلا والله لا أسلمهم إليكما، ولا يكادون "
اذن سيدنا جعفر عقد مقارنة بين حالهم قبل الاسلام وحالهم بعد الاسلام حتى نفهم ما جاء به الاسلام
1- كانوا يعبدون أشخاصا أمثالهم وأحجارا وأشجارا لا تنفعهم شيئا ولا تضرهم .....
فجاءهم قول الله عز وجل : " ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار "
وجاءهم قوله تعالى :" إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب "
وجاءهم قوله تعالى " ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض "
وقوله تعالى : " ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون .... ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون .... وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم "
وجاءهم قوله تعالى : " يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلاّ الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً "
وقوله عز وجل : " ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون "
2- كانوا يقطعون الأرحام ويسيئون الجوار .....
فجاءهم النبي صلى الله عليه وسلم بقول الله تعالى
: " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً "
وجاءهم من مشكاة النبوة بقوله عن الله عز وجل " إن الرحم شُجْنةُ متمِسكة بالعرش تكلم بلسان ذُلَق ، اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني
فيقول ـ تبارك وتعالى ـ : أنا الرحمن الرحيم ، و إني شققت للرحم من اسمي ، فمن وصلها وصلته،ومن نكثها نكثه "
3- كانوا يأكلون حق الضعفاء ...... فجاءهم قول الله تبارك وتعالى " يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلاَ تَظَالَمُوا" وجاءهم قوله تعالى : " وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ... مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ "
وسمعوا من كلام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : " اتَّقُوا الظُّلْمَ؛ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". وقوله صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفـــلته "
4- كانوا يرتكبون الفواحش من زنا وشرب خمر ...... فجاءهم قول الله تبارك اسمه " وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً "
وجاءهم قوله تعالى : " وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً "
الى غير ذلك من اصلاح فى الاعتقاد واصلاح فى المعاملات
هذا هو ديننا الذى جاء بكل مافيه خير للبشرية
اجابـــــــــــــــــة سيدنا جعفر رضي الله عنه كافية وواضحة للرد علي السؤال ما الجديد الذي اتي به الاسلام
التلخيص والجزء المهم للجديد الذي اتي له الاسلام
1 {الإسلام قضى على عبادة الأصنام التي كانت منتشرة آن ذاك في حين أن المسيحية لم تستطيع القضاء عليها .}
2{الاسلام واجه مشكلة زيادة النساء على الرجال فى جميع أنحاء العالم بتعدد الزوجات}
3{حل مشكلة الازواج الذين يستحيل الابقاء على حياتهم الزوجية بالطلاق برضاء الزوج أو الفداء . }
4{الإسلام جعل للمرأة حقوقا كالرجال في حين أنه وقت ميلاد الرسول صلي الله عليه وسلم
كانوا - النصاري من الكهنة و رجال الكنيسة و الأمراء والملوك - يقيمون تساؤلات هل المرأة مخلوق له روح ؟}
5{الإسلام قضى على نظام الرق و العبودية بفضل شرائعه}
وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [ المجادلة الآية 3]
6{الإسلام قضى على عادة وأد البنات أحياء و التي كانت منتشرة في وقت ظهور الإسلام}
7{القضاء على شرب الخمر الذي كان منتشرا في الجزيرة العربية قبل الإسلام}
8{لم يؤله مخلوق ( لم يجعل من مخلوق إله ) و ساوى بين الناس وبعضهم البعض .. ولم يجعل هناك
وساطة بين الله أو أحد من خلقه ..}
9{كرم الوالدين تكريماً شديداً وخاصةً الأم .. أعطاها مكانة مميزة }
10{الإسلام أتى بنظام للمواريث لا يوجد مثله أو حتى ما يقاربه فى الدقة
كما أنه النظام الوحيد الذى لا يورث العداوة والبغضاء والظلم بين الورثة
أما اليهودية فهى من أسوأ الأنظمة فى المواريث
أما المسيحية فلا يوجد بها أصلا نظام للمواريث}
11{الوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوء}
12{اعمال العقل في الأمور الدينية ......وبعبارة أخرى عدم فصل العقل عن الدين .}
13{الاسلام اتى بالتوازن الرائع المعجز الذى لايستطيعه تشريع بشري ولا اهتدت اليه الشرائع السابقه للاسلام
فقد وازن الاسلام بين مطالب الجسد والروح
وازن بين الحياتين والدارين الدنيا والاخرة (وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا )
وحث على ايثار الاخرة لانها حياة الخلود والابدية مع عد م الانقطاع عن الدنيا والترك الكامل لها لان هذا مخالف للفطرة البشريه
وازن الاسلام ايضا بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع
والتوازن بين حقوق الفرد وحقوق الجماعة والمجتمع بصورة لايستطيعها بشر --
كذلك التوازن بين التحليل والتحريم --------
( الاسلام متوازن في نظامه القانوني بين اليهودية التي أفرطت في التحريم وكثرت فيها المحرمات
والمسيحية التي أفرطت في الإباحة والتحليل..).
التكافل بين المسلمين ماديا ومعنويا
والاخوه الاسلاميه التى تربطنا بكل مسلم حتى وان كان على سطح المريخ
والتى تجعل المسلم يؤثر اخاه على نفسه ولو كان به خصاصة وحاجة
جعل الله سبحانه رسوله الخاتم قدوه لنا فى كل شئ فهو قدوة للازواج
( بينما لا ينطبق هذا مثلاعلى عيسى عليه السلام لانه لم يتزوج)
وقدوه للاباء والمربين فى تعاملهم مع الصغار وقدوة للمعلم-وقدوة للقائد المحارب وقدوة للحاكم
والمسئول وقدوة للمبتلى وقدوة للفقير وقدوة للغنى وقدوة للمضطهد وقدوة للمنتصر
وقدوة للعابد الذى يريد التقرب من الله
وقدوة فى حسن الخلق مع الخلق جميعا
وقدوة فى حسن التعامل مع الناس على اختلاف احوالهم ونفسياتهم وشخصياتهم
فنبى الاسلام قدوه عمليه بشريه حيه - فهذا الشمول - بتلك الصورة الباهرة -لانجده فى غير الاسلام-
لايوجد تشريع استطاع تقديم الحل لكل مشاكل ومتاعب الانسان كفرد او كجماعة غير الاسلام
الاسلام لايقدم فقط الحلول الكامله الواقعيه لكل مشاكلنا
بل ويحدد ويشرع سبل الوقايه
تشريعاته لوقايتنا من كل سوء ليس فى الدنيا فقط بل وفى الاخرة
فلاسلام العظيم هو النجاه والوقايه وهو الحل للبشريه المعذبه ببعدها عن الله
ولاعجب فهو --- من لدن حكيم خبير
وكذلك فإن عقيدة المسيحية تقوم على أكثر من تصور بخصوص الذات الإلهية
ويأتي في مقدمة تلك التصورات عقيدة التثليث،
وعقيدة حلول الذات الإلهية في شخص عيسى عليه السلام، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا .
ثم في مجال العقيدة أيضًا، لا توجد كلمة واحدة في جميع أدبيات الكتب المقدسة --
حول قيامة الأجساد، أو حول الجنة والنار؛
بينما نجد القرآن الكريم حافلاً بهذه المسائل، بل جعل الإيمان بها من أهم مرتكزات الإيمان الصحيح .
أما في مجال التشريع، فقد جاء القرآن الكريم بشريعة واقعية،
راعت مصالح الدنيا والآخرة معًا، ولبَّت مطالب الجسد والروح
ففي حين دعت الشريعة المسيحية إلى الرهبانية، التي تعني اعتزال الحياة وتحقير الدنيا
- وكان هذا الموقف من الشريعة المسيحية رد فعل على العبودية اليهودية للحياة الدنيا ومتاعها
- رأينا القرآن يذمُّ موقف النصارى من الرهبنة، وينعى عليهم هذا الموقف السلبي من الحياة،
فيقول: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} (الحديد:27)
فالشريعة الإسلامية - كما نزلت في القرآن -
ترى في الرهبانية موقفًا لا يتفق بحال مع ما جاءت به من الوسطية والتوازن بين حاجات الروح والجسد .
وهذه الوسطية الإسلامية أمر مطرد وجارٍ في جميع أحكام الشريعة الإسلامية،
يقف عليها كل من تتبع أمرها، وعرف حقيقتها، وهذا ما لم يكن في الشرائع السابقة البتة.
وبعبارة أخرى يمكن القول:
لقد جاءت شريعة الإسلام بتشريع يواكب الحاضر والمستقبل جميعًا،
باعتبارها الرسالة الأخيرة التي أكمل الله بها الدين،
وختم بها الرسالات، ونقلها من المحيط المحدَّد إلى المحيط الأوسع
، ومن دائرة القوم إلى دائرة العالمية والإنسانية {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ}(سـبأ:28) .
أما في مجال العبادات،
فلم يحصر القرآن مفهوم العبادة في نطاق ضيق، ولاضمن شكليات محددة وطقوس جامدة
، بل وسع مفهوم العبادة غاية الوسع، وجعل القصد من الخلق والحياة العبادة
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}(الذاريات:56)
وأيضاً لم يقيِّد أداء العبادة في مكان محدد، بل جعل الأرض كلها مكانًا لذلك
{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(البقرة:115)
ولا يخفى أن الأمر في الشرائع السابقة لم يكن على ما جاء به القرآن .
أما في مجال المعاملات، فنقف على بعض الأمثلة التي توضح جديد القرآن:
- في محيط الأسرة نظرت التوراة إلى المرأة باعتبارها مصدر كل شر،
أما الإسلام فقد رفع مكانة المرأة، ولم يفرق بينها وبين الرجل إلا في مواضع اقتضتها طبيعة الأشياء والأمور
{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} (البقرة:228) .
- أما في السلم والحرب، فقد اعتبر القرآن السلام هو الأصل في الإسلام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافة..}(البقرة:208)
وجعل الحرب ضرورة تقتضيها سَنَن العمران والدفع الحضاري من الخير للشر ومن الحق للباطل؛
هذا فضلاً عن آداب القتال التي شرعها الإسلام. وكل هذا لا نقف عليه في الشريعتين اليهودية والنصرانية .
- أما في شؤون المال والاقتصاد فقد كان الربا وما يزال قوام الاقتصاد بين أهل الكتاب...
وكان المال وما زال عند أهل الكتاب المعبود والغاية التي يجب الوصول إليها بأية وسيلة كانت...
في حين جاء الإسلام بتحريم كل تعامل ربوي
، وآذن القرآن بحرب من الله لكل من يتعامل به.
..وبين الموقف الصحيح من المال، وأن الأصل فيه أنه لله، وأن الإنسان في هذه الحياة مستخلف عليه
ومحاسب عليه، كسباً وإنفاقاً
{وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فيه} (الحديد:7).
والأمثلة على هذا أكثر من أن يحصرها مقال كهذا، وفيما ذكرنا غنية لما أردنا بيانه. والحمد لله الذي
{ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى والأَخرة وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } (القصص:70) وصلى الله على خاتم المرسلين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته احبتي في الله
| |
|
Admin المشرف العام
عدد المساهمات : 376 تاريخ التسجيل : 02/02/2010
| موضوع: رد: ما هو الجديد الذي اتي به الاسلام السبت فبراير 06 2010, 02:00 | |
| أهل الكتاب لا يفقهون ما تعني كلمة الإسلام
يبدو أن أهل الكتاب عموماً لا يفقهون شيئاً مما تعني كلمة ( الإسلام ) الذي يمقتونه ويرفضونه ،
وإلا لكان لهم موقف آخر من المسلمين غير هذا الموقف البغيض العدائي ،
( إذا إخذنا كلمة الإسلام بمعناها القرآني نجدها لاتدع مجالاً لهذا السؤال عن العلاقة بين الإسلام وبين سائر الأديان السماوية ،
فالإسلام في لغة القرآن ليس اسماً لدين خاص وإنما هو اسم للدين المشترك الذي هتف به كل الأنبياء ، وانتسب إليه كل اتباع الأنبياء )
هكذا نرى نوحاً يقول لقومه : (( وأمرت أن أكون من المسلمين )) [ يونس : 72 ]
ويعقوب يوصي بنيه فيقول : (( فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) [ البقرة : 132 ]
وأبناء يعقوب يجيبون أباهم : (( قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون )) [ البقرة : 133 ]
وموسى يقول لقومه : (( يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين )) [ يونس : 84 ]
والحواريون يقولون للمسيح عيسى : (( آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون )) [ آل عمران : 52 ]
بل إن فريقاً من أهل الكتاب حين سمعوا القرآن : (( قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين )) [ القصص : 53 ]
ويقول الله سبحانه وتعالى عن ابراهيم : (( ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلماً )) [ آل عمران : 67 ]
ثم نرى القرآن الكريم يجمع هذه القضايا كلها في قضية واحدة يوجهها إلى قوم محمد صلى الله عليه وسلم
ويبين لهم فيها أنه لم يشرع لهم ديناً جديداً ، وإنما هو دين الأنبياء من قبلهم قال الله تعالى :
(( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ .. )) سورة الشورى
ما هذا الدين المشترك الذي اسمه الإسلام ، والذي هو دين كل الانبياء ؟
إن الذي يقرأ القرآن يعرف كنه هذا الدين ، إنه هو التوجه إلى الله رب العالمين في خضوع خالص لا يثوبه شرك
، وفي ايمان واثق مطمئن بكل ما جاء من عنده على أي لسان وفي أي زمان أو مكان
دون تمرد على حكمه ، ودون تمييز شخصي أو طائفي ، أو عنصري بين كتاب وكتاب من كتبه
، أو بين رسول ورسول من رسله ، هكذا يقول القرآن
(( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ )) سورة البينة ويقول
(( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )) سورة البقرة
غير أن كلمة الاسلام قد اصبح لها في عرف الناس مدلول معين ،
هو مجموعة الشرائع والتعاليم التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم أو التي استنبطت مما جاء به
، كما أن كلمة اليهودية أو الموسوية تخص شريعة موسى وما اشتق منها ،
وكلمة النصرانية أو المسيحية تخص شريعة المسيح عيسى وما تفرع منها .
علاقة الإسلام بالديانات السماوية السابقة :
إن علاقة الإسلام بالديانات السماوية في صورتها الأولى هي علاقة تصديق وتأييد كلي
، أما عن علاقته بها في صورتها المنظورة فهي علاقة تصديق لما تبقى من أجزائها الأصلية
، وتصحيح لما طرأ عليها من البدع والإضافات الغريبة عنها . ا . هـ
ان ما جاء به الإسلام لم يكن جديداً بقدر ما كان تصحيحاً للرسالات التي سبقته
وكيف ان الاسلام كان مجدداً بالدرجة الأولى لما أوحاه الله على أول الانبياء .
ان الإسلام لم يزد الأديان ديناً جديداً ، بل هو رد الأديان المحرفة إلى أصولها
يقول الله تبارك وتعالى : (( إن الدين عند الله الإسلام ، وما اختلف الذين أتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم )) آل عمران : 19
ان الاسلام دين الأنبياء جميعاً
، الذي رضيه الله للبشر جميعاً منذ آدم إلى محمد ، عليهم الصلاة والسلام
. وهو بمفهومه العام يعني الانقياد لأحكام الله ، باتباع أوامره واجتناب نواهيه
، أي اخلاص العبادة لله ، وكل الانبياء دعوا إلى ذلك .
فجوهر رسالة الإسلام يشتمل على رسالة كل نبي وكل كتاب أنزل
، فالأنبياء جميعاً جاءوا بالاسلام . لذلك نرى أن أسس رسالات الرسل ومبادىء دعوتهم واحدة
، لأنهم رسل من مرسل واحد
الجديد الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم ولم تقبلوه
، وليْتكم رفضتموه فحسب،
ولكن قمتم ضده وحاربتموه عليه ، هو أن فضحكم فيما قمتم به من تحريف كتبكم
لجعلها تساير أهواءكم المريضة..
.ارجع إلى تاريخ أناجيلك لترى كيف ألِّفت
، وعلى يد من جُمعت
، وما أدخِل فيها من أساطير " كريشنا " و "بودا " وما أدمج فيها من الميتولوجيا الإغريقية -الرومانية ...
حتى الصليب الذي يعلو كنائسكم وتزينون به أعناقكم أخذه الأولون منكم من الفراعنة المصرين...
اقرأ كتاب " الكذبة الكبرى " لترى أن ما أنت عليه مجرد خرافات تداخلت فيها عقائد باطلة
، لفَّقها شرذمة من الناس كان همهم الأول والأخير أن يعم الجهل وينتشر الفساد
ومن تم يستغلون العباد لمصالحهم البغيضة ...
2 - الجديد الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم هو النور الذي اقتبستم منه
ما أخرجتم به أنفسكم من الظلمات التي كانت الكنيسة قد غشت وغطت بها أرضكم خلال عصورها الطويلة
التي سيطرت فيها على شعوبكم المقهورة المستعبدة من طرف الطبقة الميسورة بمباركة الرهبان والكهنة ...
سرقتم من علوم المسلمين ما به استيقظتم من سبات القرون المظلمة حتى أقمتم الثورة التي حررتم بها رقابكم
من ربقة الكنيسة.وأصبحتم تنادون بفصل الدين عن الدولة بدعوى أن لا دخل للدين في شؤون الحياة خوفاً من الكنيسة
أن تعود لها سطوتها فتقهركم مرة أخرى ..
3 - الجديد الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم هو أنه جاءكم بالحق فأبيتم إلا الباطل ...
بشَّركم به عيسى عليه السلام ... فتنكَّرتم لعيسى عليه السلام وأسقطتم بشارته
وأنكرتم محمداً صلى الله عليه وسلم ورفضتم رسالته ...
4 -الجديد الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم هو أنه حرم الخبائث
ولكن لما أعرضتم عنه غرقْتم في أوحالها حتى تجاوزت آذانكم ...
أنظر، يا كبيرهم ، حواليك ... هل بقيت في بني طينتك من مكارم الأخلاق ذرة ؟
سميتم مجمع الرذائل " حضارة "... أنظر إلى تعفن مجتمعاتك وكيف انتشرت فيها الفاحشة والجريمة...
ولكنكم قوم لا تفقهون....والدليل على سفاهتكم ،
تغطية عيوبكم التي لم تعد تقبل الغطاء بالهجوم على من طهرهم الله من رجسكم ... 5 - الجديد الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم صرفكم الله عنه لأنكم أبيتم إلا كفورا... قال : (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ) (الأعراف : 146 )
أتى بالخير كله ، ورأس الخير بعد التوحيد مكارم الأخلاق التي جاء - وهو صاحب الخلق العظيم - ليتممها...صلى الله عليه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته احبتي في الله
| |
|
noor_alhoda عضو محترف
عدد المساهمات : 256 تاريخ التسجيل : 06/02/2010
| موضوع: رد: ما هو الجديد الذي اتي به الاسلام الأربعاء فبراير 10 2010, 04:57 | |
| | |
|