noor_alhoda عضو محترف
عدد المساهمات : 256 تاريخ التسجيل : 06/02/2010
| موضوع: ابيات شعر لعنتره بن شداد الخميس مارس 11 2010, 02:57 | |
| ابيات شعر لعنتره بن شداد ابيات شعر غزليه للشاعر عنتره بن شداد
بَرْدُ نَسيم الحجاز في السَّحَرِ * إذا أتاني بريحهِ العطِرِ ألذُّ عندي مِمَّا حَوتْهُ يدي * مِنَ اللآلي والمالِ والبِدَر ومِلْكُ كِسْرَى لا أَشتَهيه إذا * ما غابَ وجهُ الحبيبِ عنْ نظري سقى الخِيامَ التي نُصبْنَ على * شربَّةِ الـأُنسِ وابلُ المطر منازلٌ تَطْلعُ البدورُ بها * مبَرْقعاتٍ بظُلمةِ الشَّعر تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ وَهْيَ لاهِيَةٌ * كأنّما شَفَّ وَجْهَها نُزُفُ بيضٌ وسُمْرٌ تَحْمي مَضاربَها * أساد غابٍ بالبيضِ والسُّمر صادتْ فُؤادي مِنهُنَّ جاريةٌ * مكْحولةُ المقْلتين بالحور تريكَ مِنْ ثغرِها إذا ابتَسمت * كأسَ مُدامٍ قد حُفَّ بالدُّررِ أعارت الظَّبيَ سِحرَ مقْلتها * وباتَ ليثُ الشَّرَى على حذَر خودٌ رداحٌ هيفاءُ فاتِنةٌ * تُخجلُ بالحُسنِ بهجةَ القمر يا عبلَ نارُ الغرام في كَبدي * ترمي فؤَادي بأَسْهُم الشرر
إن طيف الخيال يا عبل يشفي * ويداوي به فؤادي الكئيب وهلاكي في الحب أهون عندي * من حياتي إذا جفاني الحبيب يا نسيم الحجاز لولاك تطفا * نار قلبي أذاب جسمي اللهيب لك منى إذا تنفست حر * ولرياك من عبيلة طيب ولقد ناح في الغصون حمام * فشجاني حنينه والنحيب بات يشكو فراق إلف بعيد * وينادي أنا الوحيد الغريب يا حمام الغصون لو كنت مثلي * عاشقا لم يرقك غصن رطيب فاترك الوجد والهوى لمحب * قلبه قد أذابه التعذيب كل يوم له عتاب مع الدهر * وأمر يحار فيه اللبيب وبلايا ما تنقضي ورزايا * ما لها من نهاية وخطوب
أشاقك من عبل الخيال المبهج * فقلبك منه لاعج يتوهج فقدت التي بانت فبت معذبا * وتلك احتواها عنك للبين هودج كأن فؤادي يوم قمت مودعا * عبيلة مني هارب يتمعج خليلي ما أنساكما بل فداكما * أبي وأبوها أين أين المعرج الماء بماء الدحرضين فكلما * ديار التي في حبها بت ألهج ديار لذات الخدر عبلة أصبحت * بها الأربع الهوج العواصف ترهج الا هل ترى إن سط عني مزارها * وأزعجها عن أهلها الآن مزعج فهل تبلغني دارها شدنية * هملعة بين القفار تهملج
أرض الشربة شعب ووادي * رحلت وأهلها في فؤادي يحلون فيه وفي ناظري * وإن أبعدوا في محل السواد إذا خفق البرق من حيهم * أرقت وبت حليف السهاد وريح الخزامى يذكر أنفي * نسيم عذارى وذات الأيادي أيا عبل مني بطيف الخيال * على المستهام وطيب الرقاد عسى نظرة منك تحيا بها * حشاشة ميت الجفا والبعاد أيا عبل ما كنت لولا هواك * قليل الصديق كثير الأعادي وحقك لا زال ظهر الجواد * مقيلي وسيفي ودرعي وسادي إلى أن أدوس بلاد العراق * وأفني حواضرها والبوادي إذا قام سوق لبيع النفوس * ونادى وأعلن فيه المنادي وأقبلت الخيل تحت الغبار * بوقع الرماح وضرب الحداد وأرجع والنوق موقورة * تسير الهويني وسيبوب حادى وتسهر لي أعين الحاسدين * وترقد أعين أهل الوداد
ترى هذه ريح أرض الشربه * أم المسك هب مع الريح هبه ومن دار عبلة نار بدت * أم البرق سل من الغيم عضبه أعبلة قد زاد شوقي وما * أرى الدهر يدني إلى الأحبة وكم جهد نائبة قد لقيت * لأجلك يا بنت عمي ونكبه فلو أن عينيك يوم اللقاء * ترى موقفي زدت لي في المحبه يفيض سناني دماء النحور * ورمحي يشك مع الدرع قلبه وأفرح بالسيف تحت الغبار * إذا ما ضربت به ألف ضربه وتشهد لي الخيل يوم الطعان * بأني أفرقها ألف سربه وإن كان جلدي يرى أسودا * فلى في المكارم عز ورتبه ولو صلت العرب يوم الوغى * لأبطالها كنت للعرب كعبه ولو أن للموت شخصا يرى * لروعته ولأكثرت رعبه
إذا رشقت قلبي سهام من الصد * وبدل قربي حادث الدهر بالبعد لبست لها درعا من الصبر مانعا * ولاقيت جيش الشوق منفردا وحدي وبت بطيف منك يا عبل قانعا * ولو بات يسري في الظلام على خدي فبالله يا ريح الحجاز تنفسي * على كبد حري تذوب من الوجد ويا برق إن عرضت من جانب الحمى * فحي بن عبس على العلم السعدي وإن خمدت نيران عبلة موهنا * فكن أنت في أكنافها نير الوقد وخل الندى ينهل فوق خيامها * يذكرها أني مقيم على العهد عدمت اللقا إن كنت بعد فراقها * رقدت وما مثلت صورتها عندي وما شاق قلبي في الدجى غير طائر * ينوح على غصن رطيب من الرند به مثل ما بي فهو يخفى من الجوى * كمثل الذي أخفي ويبدي الذي أبدي ألا قاتل الله الهوى كم بسيفه * قتيل غرام لا يوسد في اللحد
ولولا فتاة في الخيام مقيمة * لما اخترت قرب الدار يوما على البعد مهفهفة والسحر من لحظاتها * إذا كلمت ميتا يقوم من اللحدا أشارت إليها الشمس عند غروبها * تقول إذا اسود الدجى فاطلعي بعدي وقال لها البدر المنير ألا اسفري * فإنك مثلي في الكمال وفي السعد فولت حياء ثم أرخت لثامها * وقد نثرت من خدها رطب الورد وسلت حساما من سواجي جفونها * كسيف أبيها القاطع المرهف الحد تقاتل عيناها به وهو مغمد * ومن عجب أن يقطع السيف في الغمد مرنحة الأعطاف مهضومة الحشا * منعمة الأطراف مائسة القد يبيت فتات المسك تحت لثامها * فيزداد من أنفاسها أرج الند ويطلع ضوء الصبح تحت جبينها * فيغشاه ليل من دجى شعرها الجعد وبين ثناياها إذا ما تبسمت * مدير مدام يمزج الراح بالشهد شكا نحرها من عقدها متظلما * فواحربا من ذلك النحر والعقد فهل تسمح الأيام يابنة مالك * بوصل يداوي القلب من ألم الصد سأحلم عن قومي ولو سفكوا دمي * وأجرع فيك الصبر دون الملا وحدي
جفون العذارى من خلال البراقع * أحد من البيض الرقاق القواطع إذا جردت ذل الشجاع وأصبحت * محاجره قرحى بفيض المدامع سقى الله عمي من يد الموت جرعة * وشلت يداه بعد قطع الأصابع كما قاد مثلي بالمحال إلى الردى * وعلق آمالي بذيل المطامع لقد ودعتني عبلة يوم بينها * وداع يقين أنني غير راجع وناحت وقالت كيف تصبح بعدنا * إذا غبت عنا في القفار الشواسع وحقك لا حاولت في الدهر سلوة * ولا غيرتني عن هواك مطامعي فكن واثقا مني بحسن مودة * وعش ناعما في غبطة غير جازع فقلت لها يا عبل إني مسافر * ولو عرضت دوني حدود القواطع خلقنا لهذا الحب من قبل يومنا * فما يدخل التفنيد فيه مسامعي أيا علم السعدى هل أنا راجع * وانظر في قطريك زهر الأراجع وتبصر عيني الربوتين وحاجرا * وسكان ذاك الجرع بين المراتع وتجمعنا أرض الشربة واللوى * ونرتع في أكناف تلك المرابع فيا نسمات البان بالله خبري * عبيلة عن رحلي بأي المواضع ويا برق بلغها الغداة تحيتي * وحي دياري في الحمى ومضاجعي وحقك أشجاني التباعد بعدكم * فهل أنتم أشجاكم البعد من بعدي
رَمَتِ الفُؤَادَ مَلِيحَةٌ عَذْرَاءُ * بِسِهَامِ لَحْظٍ ما لَهُنَّ دَوَاءُ مَرَّتْ أوَانَ العِيدِ بَيْنَ نَوَاهِدٍ * مِثْلِ الشُّمُوسِ لِحَاظُهُنَّ ظِبَاءُ فاغْتَالَني سَقَمِي الَّذِي في بَاطِني * أخْفَيْتُهُ فأَذَاعَهُ الإخْفَاءُ خَطَرَتْ فَقُلْتُ قَضِيبُ بَانٍ حَرّكَتْ * أعْطَافَهعُ بَعْدَ الجَنُوبِ صَبَاءُ وَرَنَتْ فَقُلْتُ غَزَالةٌ مَذْعُورَةٌ * قَدْ رَاعَهَا وَسْطَ الفلاَةِ بلاَءُ وَبَدَتْ فَقُلْتُ البَدْرُ ليْلَةَ تِمِّهِ * قدْ قلَّدَتْهُ نُجُومَهَا الجَوْزَاءُ بسَمَتْ فلاَحَ ضياءُ لؤلؤ ثَغْرِها * فِيهِ لِدَاءِ العَاشِقِينَ شِفَاءُ سَجَدَتْ تُعَظِّمُ رَبَّها فَتَمايلَتْ * لِجَلاَلِها أَرْبابُنا العُظَمَاءُ يَا عَبْلَ مِثْلُ هَواكِ أَوْ أَضْعَافُهُ * عِنْدي إذَا وَقَعَ الإيَاسُ رَجَاءُ إن كَانَ يُسْعِدُنِي الزَّمَانُ فإنَّني * في هِمَّتي لِصُرُوفِهِ أزراءُ
إذا الريحُ هبَّتْ منْ ربى العلم السعدي * طَفا برْدُها حرَّ الصبابةِ والوَجدِ وذكَّرني قوْماً حَفِظتُ عهُودَهُمْ * فما عَرفُوا قَدري ولاَ حَفِظُوا عهدي ولولاَ فتاةٌ في الخيامِ مُقيمَةٌ * لما اختَرْتُ قربَ الدَّار يوماً على البعدِ مُهفْهَفةٌ والسِّحرُ من لَحظاتها * إذا كلَّمتْ ميْتاً يقُوم منَ اللَّحْدِ أشارتْ إليها الشَّمْسُ عِنْد غرُوبها * تقُول: إذا اسودَّ الدُّجى فاطْلعي بعدي وقال لـها البدْرُ المنير ألاَ اسْفري * فإنَّك مثْلي في الكَمال وفي السَّعْدِ فوَلّتْ حياءً ثم أَرْخَتْ لِثامَها * وقد نثرَتْ منْ خَدِّها رطِبَ الورْد وَسَلَّتْ حُساماً من سَواجي جفُونها * كسيْفِ أبيها القاطع المرهفِ الحدّ تُقاتلُ عيناها به وَهْوَ مُغمدٌ * ومنْ عَجبٍ أنْ يَقْطع السَّيْفُ في الغِمْدِ مُرنِّحةُ الـأَعطاف مَهْضومةُ الحَشا * منَعَّمة الـأَطْرافِ مائسة القَدِّ يبيتُ فُتاتُ المسْكِ تحتَ لثامها * فيزدادُ منْ أنْفاسها أرَجُ النَّدِّ ويطْلُع ضَوءُ الصبْح تَحتَ جَبينها * فيغْشاهُ ليلٌ منْ دجى شَعرها الجَعد وبين ثناياها إذا ما تَبسَّمتْ * مديرُ مُدامٍ يَمزجُ الرَّاحَ بالشَّهد شكا نَحْرُها منْ عِقدها متظلِّماً * فَواحَربا منْ ذلكَ النَّحْر والعقْدِ فهلْ تسمَحُ الـأَيامُ يا ابْنةَ مالكٍ * بوَصْلٍ يُدَاوي القَلْبَ منْ ألم الصَّدِّ سأَحْلُم عنْ قومي ولو سَفكوا دمي * وأجرعُ فيكِ الصَّبرَ دونَ الملا وحدي وحَقّكِ أَشْجاني التَّباعدُ بعدكم * فهل أنتمُ أشْجاكُم البُعدُ منْ بعدي حَذِرْتُ من البيْن المفرِّق بيْننا * وقد كانَ ظنِّي لا أُفارقكمْ جَهدي فإنْ عاينت عيني المَطايا وركْبها * فرشتُ لدَى أخْفافها صَفحةَ الخدّ
لعُوبٌ بأَلْبابِ الرّجال كأَنَّها * إذا أَسْفَرَتْ بَدْرٌ بدا في المَحَاشِدِ شَكَتْ سَقَماً كيْما تُعَادَ وما بها * سِوَى فَتْرةِ العيْنَين سقْمٌ لِعائِدِ منَ البيض لا تلْقاكَ إلاَّ مَصونَةً * وتمْشي كَغُصْنِ البانِ بينَ الولائِدِ كأَنَّ الثُّريَّا حينَ لاحَتْ عَشيَّةً * على نَحْرِها مَنْظُومَةٌ في القَلائِدِ منَعَّمةُ الـأَطْرافِ خَوْدٌ كأَنَّها * هِلالٌ على غُصْنٍ من البانِ مائِدِ حَوَى كلَّ حُسْنٍ في الكَوَاعِبِ شَخْصُها * فليْسَ بها إلاَّ عُيوبُ الحَواسد إذا كانَ دمْعي شاهدي كيفَ أجْحَدُ * ونارُ اشْتياقي في الحَشا تَتَوَقَّد وهيْهاتَ يَخْفى ما أُكِنُّ مِنَ الـهَوَى * وثَوْبُ سَقامي كلَّ يوْمٍ يُجدَّدُ أُقاتِلُ أشواقي بصبْري تجلّداً * وقَلبيَ في قَيْدِ الغَرامِ مُقَيَّد إلى اللـه أشكُو جَوْرَ قَوْمي وظُلْمَهُمْ * إذا لم أجِدْ خِلاً على البُعد يَعْضُدُ خَليلَيَّ أمسى حُبُّ عبلةَ قاتِلي * وبأْسِي شديدٌ والحُسامُ مُهَنَّدُ حَرامٌ عليّ النَّوْمُ يا ابنَةَ مالكِ * ومَنْ فَرْشُهُ جمْرُ الغَضا كيْف يَرْقُدُ سأَنْدبُ حتى يَعْلَم الطَّيْرُ أنني * حَزينٌ ويَرْثي لي الحمامُ المغَرِّدُ وأَلثِمُ أرْضاً أنْتِ فيها مقيمَةٌ * لَعَلَّ لَهيبي مِنْ ثرى الـأَرضِ يَبْرُدُ رَحَلْتِ وقلْبي يا ابْنَةَ العمِّ تائهٌ * على أثَرِ الـأَظْعَانِ للرِّكْب يَنْشدُ لئنْ تَشْمَتِ الـأَعداءُ يا بنْتَ مالكٍ * فإن ودادي مثْلما كانَ يُعهَدُ
ذَنبي لِعبْلةَ ذنبٌ غير مغتفرِ * لمّا تَبلَّجَ صبُح الشَّيبِ في شعري رَمتْ عُبيلةُ قلْبي من لواحِظِها * بكُلِّ سهْم غريق النَّزعْ في الحَوَرِ فاعْجب لـهنّ سهاماً غيْرَ طائِشَةٍ * من الجفُونِ بلا قوْسٍ ولا وَتَرِ كم قد حفِظْتُ ذمامَ القوم من ولَهٍ * يَعْتادني لبناتِ الدَّلِّ والخَفَرِ مُهفْهفاتٍ يَغارُ الغُصنُ حين يَرَى * قدودَها بيْنَ مَيَّادٍ ومنْهصر يا منْزلاً أدْمعي تجري عليهِ إذا * ضَنَّ السَّحابُ على الـأَطْلال بالمطر أرضُ الشَّربَّةِ كم قضَّيت مُبتهجاً * فيها مَعَ الغيدِ والـأَتْرابِ من وَطَرِ أيّامَ غُصْنُ شَبابي في نعُومتِهِ * ألْهُو بما فيهه من زهرٍ ومن أَثرِ في كلِّ يومٍ لنا من نَشْرها سَحَراً * ريحٌ شَذَاها كنَشْر الزّهر في السَّحر وكلُّ غصنٍ قويمٍ راق منْظرهُ * ما حَظُّ عاشِقها مِنْه سوى النَّظرِ أخْشى عليها ولَوْلا ذاكَ ما وَقَفَتْ * ركائبي بينَ وِرْدِ العَزْمِ والصَّدَرِ كلاّ ولاَ كُنْتُ بَعد القُرْبِ مُقْتنِعاً * منها على طولِ بُعْدِ الدَّار بالخبر هُمُ الـأَحبَّةُ إنْ خانُوا وإنْ نَقَضوا * عَهدي فما حُلْتُ عَنْ وَجْدي ولا فِكري أَشكُو منَ الـهَجر في سِرٍّ وفي عَلَنٍ * شكْوَى تُؤَثرُ في صلْدِ منَ الحجر
زارَ الخيالُ خيالُ عَبلَةَ في الكَرى * لمُتيِّم نشوانَ محلولِ العُرى فنهضتُ أشكُو ما لَقيتُ لبُعدها * فتنفَّسَتْ مِسكاً يخالطُ عَنْبَرا فضَممتُها كيما أقبِّلَ ثغرَها * والدَّمعُ منْ جَفنيَّ قد بلَّ الثرى وكشفتُ بُرقُعَها فأَشرَقَ وجهُها * حتى أعادَ اللَّيلَ صُبحاً مُسفِراً عربيَّةٌ يهْتزُّ لِينُ قوَامِها * فيخالُه العشَّاقُ رُمحاً أسمرا محجوبةٌ بصَوارمٍ وَذَوابلٍ * سمرٌ ودُونَ خبائها أسدُ الشَّرى يا عَبلَ إنَّ هَواكِ قد جازَ المَدى * وأنا المُعنَّى فيكِ منْ دُون الورى يا عَبلَ حبُّكِ في عِظامي مَعَ دَمي * لمَّا جرت روحي بجمسي قدْ جرَى وَلقد عَلِقْتُ بذَيلِ مَنْ فَخُرتْ به * عَبْسٌ وَسيْفُ أبيهِ أفنى حِمْيَرا يا شأْسُ جرْني منْ غرامٍ قاتلٍ * أبداً أزيدُ بهِ غراماً مُسْعرا يا شأسُ لولاَ أنّ سلْطانَ الـهوى * ماضي العَزِيمةِ ما تملّكَ عنتَرا
سأُضْمِرُ وجدي في فؤَادي وأكْتُم * وأَسْهرُ ليلي والعواذلُ نوَّمُ وأطْمعُ من دَهري بما لا أنالـهُ * وألزمُ منه ذُلَّ منْ ليسَ يرْحمُ وأَرجو التَّداني منكِ يا ابنةَ مالكٍ * ودونَ التَّداني نارُ حَرْبٍ تُضَرَّمُ فَمُنِّي بطيْفٍ من خيالِكِ واسأَلي * إذا عادَ عني كيفَ باتَ المتيَّمُ ولا تَجْزَعي إنْ لَجَّ قوْمُكِ في دَمي * فما لي بعْدَ الـهجرِ لَحمٌ ولا دَمُ ألم تسْمعي نَوْحَ الحمائِم في الدجى * فمنْ بَعضِ أشْجاني وَنَوْحي تعلّموا ولم يبْقَ لي يا عبلَ شخْصٌ معَرَّفٌ * سوى كبدٍ حَرَّى تذوبُ فأَسقمُ وتلكَ عِظامٌ بالياتٌ وأَضْلعٌ * على جلدِها جيْشُ الصُّدودِ مخيِّمُ وإنْ عشْتُ منْ بَعد الفراقِ فما أنا * كما أدَّعي أني بعبلةَ مُغْرَمُ وإنْ نامَ جفني كانَ نوْمي عُلاَلةً * أقولُ: لعلَّ الطَّيْفَ يأْتي يُسلِّمُ أَحِنُّ إلى تلكَ المنازلِ كلّما * غدَا طائرٌ في أيكَةٍ يترَنَّمُ بكيتُ من البيْنِ المُشِتِّ وإنني * صبُورٌ على طعْن القَنا لو عَلمتُمُ
لمن الشُّمُوسُ عزيزَةُ الـأَحداج * يَطْلُعنَ بينَ الوشْيِ والدِّيباج مِنْ كلّ فائِقةِ الجمال كَدُميَةٍ * من لؤْلُؤٍ قدْ صُوِّرَتْ في عاج تمشي وَتُرفِلُ في الثِّيابِ كأَنَّها * غُصْنٌ تَرَنَّحَ في نَقاً رجَّراج حفَّتْ بهن مَناصلٌ وذَوابلٌ * ومَشَتْ بهنَّ ذَواملٌ وَنواجي فيهن هَيفاءُ القَوامِ كأَنها * فُلكٌ مُشرَّعةٌ على الـأَمواج خطَفَ الظَّلامُ كسارقٍ من شعرها * فكأَنَّما قرَنَ الدُّجى بدَياجي أبْصَرْتُ ثمَّ هَويتُ ثمَّ كَتَمْتُ ما * أَلقى وَلمْ يَعْلَمْ بذَاكَ مُناجي فوَصلْتُ ثمَّ قَدَرْتُ ثمَّ عَفَفْتُ من * شرَفٍ تناهى بي إلى الإنضاج
لِمَنْ طَللٌ بوَادِي الرَّمْلِ بالي * مَحتْ آثارَهُ ريحُ الشمالِ وَقَفتُ به وَدَمْعي مِنْ جُفُوني * يَفيضُ على مَغانيهِ الخَوالي أُسائِلُ عَنْ فَتاةِ بني قُرادٍ * وعنْ أتْرابها ذَاتِ الجمال وكَيفَ يُجيبني رَسْمٌ مُحيلٌ * بعيدٌ لا يَرُدُّ على سُؤَالي إذا صاحَ الغُرابُ به شجاني * وأجرى أدْمُعي مِثلَ اللآلي وأخبرني بأَصْنافِ الرَّزايا * وبالـهِجْرانِ منْ بعد الوصال غُرابَ البيْنِ ما لكَ كلَّ يوْمٍ * تُعاندُني وقد أشغلْتَ بالي كأَنِّي قد ذَبحتُ بحدِّ سيْفي * فراخَكَ أوْ قَنَصْتُكَ بالحبال وخبّرْ عنْ عُبيْلةَ أَيْنَ حلّت * وما فعلتْ بها أيدِي اللَّيالي أنا دَمْعي يَفيضُ وأَنْتَ باكٍ * بلاَ دَمْعٍ فذَاكَ بُكاءُ سالِ لَحى اللـه الفِراقَ ولاَ رَعاهُ * فَكَمْ قدْ شَكَّ قلبي بالنّبال أُقاتِلُ كلَّ جبَّارٍ عَنيدٍ * ويَقْتُلْني الفِراقُ بلا قِتالِ
سلا القلب عما كان يهوى ويطلب * وأصبح لا يشكو ولا يتعتب صحا بعد سكر وانتخى بعد ذلة * وقلب الذي يهوى العلا يتقلب إلى كم أداري من تريد مذلتي * وأبذل جهدي في رضاها وتغضب عبيلة أيام الجمال قليلة * لها دولة معلومة ثم تذهب فلا تحسبي أني على البعد نادم * ولا القلب في نار الغرام معذب وقد قلت إني قد سلوت عن الهوى * ومن كان مثلي لا يقول ويكذب هجرتك فامضي حيث شئت وجربي * من الناس غيري فاللبيب يجرب لقد ذل من أمسي على ربع منزل * ينوح على رسم الديار ويندب وقد فاز من في الحرب أصبح جائل * يطاعن قرنا والغبار مطنب نديمي رعاك الله قم عن لي على * كؤوس المنايا من دم حين أشرب ولا تسقني كأس المدام فإنها * يضل بها عقل الشجاع ويذهب
| |
|