بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وسيد الأولين والآخرين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
أن أعداء الله الذين تكبروا على الحق وكذبوا وألفوا ولم يبحثوا واخفوا ما تبين لعهم من الحق لنصرة الضلال ظانين انهم بمساندة الشيطان قادرين على محاربة رب البريات والطعن في كلامه وانهم قادرين على الطعن في اشرف خلقه ومن تبعه حتى يخلو الطريق أمام أطماعهم وكبرهم ويستمروا في اضلال أتباعهم ولكن قال ربى
(فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ 170 وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ 171 إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ 172 وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ 173 ) سورة الصافات
فبغير علم ولا بحث ولا تفكير قالوا ان سيدنا عبد الله بن مسعود قال أن المعوذتين ليست من القران وحكهما من مصحفه وسوف نبدا بإذن الله تعالى في الرد عليهم والله من وراء القصد
أولا يجب أن نعرف بعض القواعد والأشياء المهمه للرد على ذلك الافتراء .
1- القران نقل الينا بالتواتر وليس من شروط التواتر عدم وجود مخالف .
2- ليس من شروط القران أن يوافق عليه عبد الله بن مسعود فانه أن انكر القران باكمله لا يقدح هذا في التواتر (رغم ضعف الرواية ولكن هذه قاعدة)
3- المعوذتين ثابتتين انهما من القران الكريم في صيحيح مسلم ح 814 وصحيح بن حبان ح 1842 .
نبدا بعون الله في سياقة ما يستدلون به على قولهم وسوف نبدا في الرد
1 - 21790- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدَةَ وَعَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ قُلْتُ لأُبَىٍّ إِنَّ أَخَاكَ يَحُكُّهُمَا مِنَ الْمُصْحَفِ فَلَمْ يُنْكِرْ. قِيل لِسُفْيَانِ ابْنُ مَسْعُودٍ قَالَ نَعَمْ وَلَيْسَا فِى مُصْحَفِ ابْنِ مَسْعُودٍ كَانَ يَرَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُعَوِّذُ بِهِمَا الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَلَمْ يَسْمَعْهُ يَقْرَؤُهُمَا فِى شَىْءٍ مِنْ صَلاَتِهِ فَظَنَّ أَنَّهُمَا عُوذَتَانِ وَأَصَرَّ عَلَى ظَنِّهِ وَتَحَقَّقَ الْبَاقُونَ كَوْنَهُمَا مِنَ الْقُرْآنِ فَأَوْدَعُوهُمَا إِيَّاهُ. تحفة 19 معتلى 19 مجمع 7/149 ( مسند الأمام احمد ) .
نرى من الحديث أن بن مسعود لم يسمع الرسول صل الله عليه وسلم يقرا بهما في الصلاة ولذلك لم يكتبهما في مصحفه وكان يظن انهما تعوذتان كان يتعوذ بهما للحسن والحسين اى انه سمعهما من النبي صلى الله عليه وسلم و لم ينكر انهما وحى (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ) النجم ايه 3
ونقل أبوسعيد الخدري قرآنيتهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان وعين الإنس, فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما, وترك ماسوى ذلك (1)
2- ما أخرجه الطبري في المعجم الكبير من قول ابن مسعود (لا تخلطوا بالقران ما ليس فيه فأنهما معوذتين تعوذ بهما النبي صل الله عليه وسلم : قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ) فان إسنادهما يرجع إلى إسنادها إلى
أسانيدهما على( أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الهمداني عن عبد الرحمن بن يزيد. )
وننظر ماذا قيل عن ابي إسحاق في الحديث
· ابى إسحاق رغم توثيق العلماء له فانه بن حبان قال عنه مدلسا والمدلس لا تقبل روايته إلا إذا صرح بالتحديث (اى قال حدثني ) وترد روايته إذا كانت بصيغة العنعنة كما هي في الرواية عن عبد الرحمن (2)
· قال عبدالرحمن بن مهدي: لم يكن به بأس . وقالأبو حاتم: صدوق ،[ ص: 27 ] لا يحتج به . وقال النسائي: ليس به بأس . وقال يحيى القطان: كانت فيه غفلة . وقال أحمد: حديثه مضطرب . وقال سلم بن قتيبة: قدمت من الكوفة فقال لي شعبة: من لقيت ؟ قلت : لقيت يونس بن أبي إسحاق. قال : ما حدثك ؟ فأخبرته ، فسكت ساعة ، وقلت له : قال حدثنا بكر بن ماعز.
قال : فلم يقل لك : حدثنا ابن مسعود؟ !
قال ابن المديني: سمعت يحيى يذكر يونس بن أبي إسحاق فقال : كانت فيه غفلة كانت منه سجية ، كان يقول : حدثني أبي ، سمعت عدي بن حاتم: " اتقوا النار ولو بشق تمرة " ثم قال : وهذاسفيان وشعبة يقولان : عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن معقل، عن عدي بن حاتم.
قلت : ابناه أتقن منه ، وهو حسن الحديث (3)
لا تقوى أيضا بإخراج الطبري له عن طريق أبى الجهم الحنفي لأنه يروى عن حسان بن إبراهيم الكرماني وقال عنه بن حبان له غرائب وقد وثقة البعض وضعفه الاخرون كالعقيلى قال في حديثه وهم وقال ابو زرعه لا باس به وقال النسائي لا يقوى (4)
ويتضح لنا ضعف سند هذه الروايه مما لا يوخذ بها
وأيضا يجب أن نتنبه انه لم يصل الينا إنكار احد من الصحابه لهذا على عبد الله بن مسعود وقد أنكروا عليه انه اعترضه على عدم مشاركته في كتابه المصحف .
والذى يبطل كل تلك الروايات الضعيفة فأن القراءة الواردة عن عاصم بن ابى النجود الكوفى عن زر بن حبيش الاسدى وقراء زر عن عبد الله بن مسعود وقراء بن مسعود على رسول الله صل الله عليه وسلم (5) ومن المعروف تواتر قراءة القران الكريم ولم يرد أن المعوذتين لم تقراء على عبد الله بن مسعد مما ويوكد لنا ضعف تلك الراويات .
أن غالب ماذكرته من أفكار هنا استوحيتها من كتاب تنزيه القران عن دعوة المبطلين للدكتور منقذ السقار غفر الله له ولوالديه ولساير المسلمين لما في الكتاب من سهوله للعرض
اسال الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجه الكريم
(1)) أخرجهالترمذيح ( ٢٠٥٨ ), والنسائيح ( ٥٤٩٤ ), وابنماجهح ( ٣٥١١ المصدر تنزه القران عن دعوى المبطلين دكتور منقذ السقار
(2) ص 106
(3) سير واعلام النبلاء
http://islamweb.net/newlibrary/displ..._no=60&ID=1024(4) تنزه القران عن دعوى المبطلين دكتور منقذ السقار ص107
(5) كتاب غاية المريد في علم التجويد ص 30 للشيخ عطية قابل نصر (الطبعة السابعة)