بسم الله الرحمن الرحيم
الرد على افتراء الكاذب زكريا بطرس ان الاساطير من مصادر القرآن الكريم
مقدمة:
قال تعالى:
(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَىَ اللّهُ إِلاّ أَن يُتِمّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)
[سورة: التوبة - الآية: 32]
ليس الإسلام حديث عهد بالاضطهاد والافتراء، بل قد تعودنا أن نسمع من غير المؤمنين كلاما اقل ما يوصف بأنه بهتانا وزورا ، فهم يحاولون بأفواههم أن يضلوا يصدوا الناس عن طريق الحق فهم وهبوا أنفسهم جنودا في حزب الشيطان فاستحوذ عليهم واستخدمهم لنصرة الباطل ، والصد عن سبيل الله متوعدهم بالنصر والفلاح وأنى لهم هذا...
قال تعالى:
(أَلاَ إِنّ حِزْبَ الشّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ)
[سورة: المجادلة - الآية: 19]
هل استسقى القرآن الكريم آياته من الأساطير ؟؟؟
يدعي هذا الأفاق أن القرآن الكريم من كلام الأساطير ، أي أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد ألف القرآن مما سمعه من الأساطير وعلى الرغم من سخف هذا الادعاء فقد كان دليله أكثر سخفا، فقد استشهد بما ألقاه المشركين من التهم على النبي صلى الله عليه وسلم
حيث أنهم قد اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم بان القرآن ليس وحي من عند الله عز وجل بل انه كذب مفترى وساعده فيه آخرون ، وقالوا أيضا أنه أساطير الأولين كتبها
وعرضها على الناس،
وقد سجل القرآن الكريم في أكثر من موضع هذه الاتهامات وغيرها، وقد استغل دعي العلم هذا ما ورد من آيات في هذا الأمر ليعتبره دليل على أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد استقى القرآن الكريم من الأساطير حيث ذكر ما ورد في سورة الفرقان:
قال تعالى:
(وَقَالَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ إِنْ هَـَذَا إِلاّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَآءُوا ظُلْماً وَزُوراً *
وَقَالُوَاْ أَسَاطِيرُ الأوّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىَ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً *
قُلْ أَنزَلَهُ الّذِي يَعْلَمُ السّرّ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِنّهُ كَانَ غَفُوراً رّحِيماً)
[سورة: الفرقان - الآية 4 : 6]
وعلق على الآيات موضحا بان هناك من كان يقول بان القرآن الكريم أساطير في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
وذكر أيضا ما ورد بسورة النحل
قال تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنّهُمْ يَقُولُونَ إِنّمَا يُعَلّمُهُ بَشَرٌ لّسَانُ الّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيّ
وَهَـَذَا لِسَانٌ عَرَبِيّ مّبِينٌ)
[سورة: النحل - الآية: 103]
وشرح الآية بشكل مبسط بان هناك من اتهم النبي بأنه يتلقى التعليم من بشر وان هذا البشر أعجمي ولكن القرآن عربي.
ثم أوضح أن من هذه الآيات التي ذكرت يتضح أمران:
الأول : أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أكد بان القرآن الكريم وحيا من عند الله.
الثاني: أن هناك من المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم كان لهم رأيا آخر توجزه الآيات في النقاط التالية:
1- أن ما أتى به النبي كان كذب.
2- أن النبي افتراه مدعيا انه وحي من عند الله.
3- أعانه عليه آخرون.
4- هؤلاء الآخرون قد أملوه عليه.
5- أن هناك بشر علمه هذا الكلام.
6- أن ما أتى به كان مكتوبا في كتب الأقدمين .
ثم ذكر ما ورد بتفسير النسفي حول آيات سورة الفرقان:
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـٰذَا } ما هذا القرآن { إِلاَّ إِفْكٌ } كذب { ٱفْتَرَاهُ } اختلقه واخترعه محمد من عند نفسه { وَأعانَهُ عليه قومٌ آخرون } أي اليهود وعداس ويسار وأبو فكيهة الرومي قاله النضر بن الحارث
{ وَقَالُواْ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } أي هو أحاديث المتقدمين وما سطروه كرستم وغيره جمع أسطار وأسطورة كأحدوثة { ٱكْتَتَبَهَا } كتبها لنفسه { فَهِىَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ } أي تلقى عليه من كتابه { بُكْرَةً } أول النهار { وَأَصِيلاً } آخره فيحفظ ما يملى عليه ثم يتلوه علينا.
وتلاه النيسابوري حول اية سورة النحل:
واختلف في ذلك البشر فقيل كان غلاماً لحويطب بن عبد العزى قد أسلم وحسن إسلامه اسمه عائش ويعيش وكان صاحب كتب. وقيل: هو جبر غلام رومي كان لعامر بن الحضرمي. وقيل: عبدان جبر ويسار كانا يصنعان السيوف بمكة ويقرآن التوراة والإنجيل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر وقف عليهما يسمع ما يقرآن فقالوا يعلمانه. وقيل: هو سلمان الفارسي
خليل عبد الكريم
في كتاب فترة التكوين في حياة الصادق الأمين صفحة 335
مجموعة اخرى من الاسماء التي كان لها تأثير كبير على ثقافة النبي الدينية، مما افضى الى هذا القرآن وتضم هذه القائمة القسوس والرهبان والنصارى الاتية اسمائهم:
القس ورقة ابن نوفل
الراهب بحيرى
الراهب سرديوس
الراهب عداس
الرد على هذا الأحمق
في الحقيقة أن هذه الشبهة واهية قد لا تستحق عناء الرد عليها أصلا،
فمنذ متى أصبح اتهام غير المؤمنين دليلا قائما بذاته يستدل به على شئ ؟؟؟
لا اعلم حقيقة كيف يستدل على قول المشركين بان القرآن ليس وحيا من عند الله وانه أساطير الأولين اكتتبها النبي صلى الله عليه وسلم وأعانه عليها قوما آخرون ، كدليل على أن القرآن الكريم ليس وحيا وانه من أساطير الأولين !!!!
إن هذه الاتهامات التي أوردها المشركين لمن فرط عجزهم عن تحدي النبي صلى الله عليه وسلم في الإتيان بمثل ما أتى به،
فقد ورد التحدي لهم وهم من هم ، أهل اللغة العربية ، في أن يأتوا بمثل هذا القرآن الذي أتى به محمدا صلى الله عليه وسلم
قال تعالى: (فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مّثْلِهِ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ)
[سورة: الطور - الآية: 34]
أو عشر سور
قال تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ
وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)
[سورة: هود - الآية: 13]
أو حتى سورة
قال تعالى: (وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مّمّا نَزّلْنَا عَلَىَ عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مّن مّثْلِهِ
وَادْعُواْ شُهَدَآءَكُم مّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
[سورة: البقرة - الآية: 23]
قال تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مّثْلِهِ
وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)
[سورة: يونس - الآية: 38]
فكما نرى أن التحدي الصريح لأهل اللغة العربية أن يأتوا بمثل ما أتى به محمدا والسماح لهم بالاستعانة بمن شاءوا مع التصريح بالجزم أنهم لن يستطيعوا فعل هذا
قال تعالى: (فَإِن لّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتّقُواْ النّارَ الّتِي وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدّتْ لِلْكَافِرِينَ) [سورة: البقرة - الآية: 24]
قال تعالى: (قُل لّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنّ عَلَىَ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـَذَا القرآن
لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)
[سورة: الإسراء - الأية: 88]
فلماذا لجأ المشركون إلى الحروب والاتهامات اللاذعة !!!!
الم يكن من السهل بالنسبة لهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن؟؟
إن كان هذا القرآن ليس موحى به من الله فلماذا لم يستطيعوا أن يأتوا بمثله؟؟
إن كان من أساطير الأولين وهم على علم بها فلماذا لم يأتوا بمثله؟؟
إن كان محمدا قد أتى به بالاستعانة بقوم آخرون ، فلماذا لم يستعينوا أنفسهم بقوم آخرون ليأتوا مثله ؟؟؟؟
إن كل هذه الاتهامات إنما هي دليل على فشلهم أمام هذا التحدي القرآني ، الأمر الذي جعلهم يلجأوا إلى الحروب والكلام اللاذع للهروب من التحدي .
ولنا في هذا أن نستأنس بكلام الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره
لآيات سورة الفرقان:
في مسالة قولهم انه مفترى وأعانه عليه قوما آخرون
أن هذا القدر إنما يكفي جواباً عن الشبهة المذكورة، لأنه قد علم كل عاقل أنه عليه السلام تحداهم بالقرآن وهم النهاية في الفصاحة، وقد بلغوا في الحرص على إبطال أمره كل غاية، حتى أخرجهم ذلك إلى ما وصفوه به في هذه الآيات، فلو أمكنهم أن يعارضوه لفعلوا، ولكان ذلك أقرب إلى أن يبلغوا مرادهم فيه مما أوردوه في هذه الآية وغيرها، ولو استعان محمد عليه السلام في ذلك بغيره لأمكنهم أيضاً أن يستعينوا بغيرهم، لأن محمداً صلى الله عليه وسلم كأولئك المنكرين في معرفة اللغة وفي المكنة من الاستعانة، فلما لم يفعلواذلك والحالة هذه علم أن القرآن قد بلغ النهاية في الفصاحة وانتهى إلى حد الإعجاز، ولما تقدمت هذه الدلالة مرات وكرات في القرآن وظهر بسببها سقوط هذا السؤال، ظهر أن إعادة هذا السؤال بعد تقدم هذه الأدلة الواضحة لا يكون إلا للتمادي في الجهل والعناد، فلذلك اكتفى الله في الجواب بقوله: { فَقَدْ جَاءوا ظُلْماً وَزُوراً }.
كما ذكر أيضا ردا على شبهة إتيان القرآن من الأساطير:
في بيان أن هذا كيف يصلح أن يكون جواباً عن تلك الشبهة؟ وتقريره ما قدمنا أنه عليه السلام تحداهم بالمعارضة وظهر عجزهم عنهاولو كان عليه السلام أتى بالقرآن بأن استعان بأحد لكان من الواجب عليهم أيضاً أن يستعينوا بأحد فيأتوا بمثل هذا القرآن، فلما عجزوا عنه ثبت أنه وحي الله وكلامه، فلهذا قال: { قُلْ أَنزَلَهُ ٱلَّذِى يَعْلَمُ ٱلسّرَّ } وذلك لأن القادر على تركيب ألفاظ القرآن لا بد وأن يكون عالماً بكل المعلومات ظاهرها وخافيها من وجوه: أحدها: أن مثل هذه الفصاحة لا يتأتى إلا من العالم بكل المعلومات وثانيها: أن القرآن مشتمل على الإخبار عن الغيوب، وذلك لا يتأتى إلا من العالم بكل المعلومات وثالثها: أن القرآن مبرأ عن النقص وذلك لا يتأتى إلا من العالم على ما قال تعالى: { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَـٰفاً كَثِيراً }
[النساء: 82] ورابعها: اشتماله على الأحكام التي هي مقتضية لمصالح العالم ونظام العباد، وذلك لا يكون إلا من العالم بكل المعلومات وخامسها: اشتماله على أنواع العلوم وذلك لا يتأتى إلا من العالم بكل المعلومات، فلما دل القرآن من هذه الوجوه على أنه ليس إلا كلام بكل المعلومات لا جرم اكتفى في جواب شبههم بقوله: { قُلْ أَنزَلَهُ ٱلَّذِى يَعْلَمُ ٱلسّرَّ }.
وبهذا علمنا أن هذه الاتهامات إنما كانت بسبب عجزهم عن الإتيان بمثل هذا القرآن أو حتى سورة من مثله ، لذا لجأوا إلى أسلوب الضعيف المعاند المكابر وهو إلقاء التهم التي ليس لها أي دليل ، والإتيان بأسماء أشخاص منهم من اسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم فاستخدموا هذا من اجل أن يلقوا تهما وفقط
فالقرآن الكريم لا يمكن أن يكون اخذ من أهل كتاب وذلك لان القرآن الكريم قد اختلف مع الكتاب المقدس الحالي - كتاب أهل الكتاب - في كثير من الأشياء فكيف يكون استقى منه أصلا ، مما يوضح ويؤكد أن القرآن لم يستقي من أهل الكتاب سواء كانوا من اليهود أو من النصارى.
والتفاسير إنما نقلت هذه التهم وأوردت أسماء الأشخاص لمجرد طرح مزاعم أهل الشرك
ليس لإثبات هذا الاتهام كما أراد أن يوحي هذا الدعي الأفاق بين طيات كلامه، فلن تجد تفسيرا واحدا يقر بغير ذلك.
واليكم مثال لقول الإمام الطبري وابن كثير والنسفي الذي استشهد به الكاذب هذا تعليقا على ما ورد بسورة الفرقان:
تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري ( وقالوا اساطير الاولين..)
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يونس بن بكير، قال: ثنا مـحمد بن إسحاق، قال: ثنا شيخ من أهل مصر، قدم منذ بضع وأربعين سنة، عن عكرِمة، عن ابن عبـاس، قال: كان النَّضْر بن الـحارث بن كَلَدَة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قُصيّ من شياطين قريش، وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وينصب له العداوة، وكان قد قَدِم الـحِيرة، تعلّـم بها أحاديث ملوك فـارس وأحاديث رُسْتَـم وأسفنديار، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس مـجلساً فذكّر بـالله وحدّث قومه ما أصاب من قبلهم من الأمـم من نقمة الله، خـلَفه فـي مـجلسه إذا قام، ثم يقول: أنا والله يا معشر قُريش أحسن حديثا منه، فهلـموا فأنا أحدثكم أحسن من حديثه ثم يحدِّثهم عن ملوك فـارس ورسْتَـم وأسفنديار، ثم يقول: ما مـحمد أحسن حديثاً منـي قال: فأنزل الله تبـارك وتعالـى فـي النضر ثمانـيَ آيات من القرآن، قوله: { وَإذَا تُتْلَـى عَلَـيْهِ آياتُنا قالَ أساطيرُ الأوَّلـينَ } وكلَّ ما ذُكِر فـيه الأساطير فـي القرآن.
وهنا ينقل لنا الإمام الطبري كلامه مفاده ان أعداء النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يدعّون الأقوال لحسدهم من النبي وبغرض صرف أذهان الناس عنه ، فانه لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس يعلم الناس ويذكرهم بالله كان يخلفه النضر بن الحارث محاولا أن يصرف أذهانهم عن ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم خشية أن يؤمنوا له، فكان يلقي على مسامع الناس أحاديث تعلمها ويدعي انه أحسن حديثا من محمد صلى الله عليه وسلم.
تفسير تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير عن آيات سورة الفرقان
يقول تعالى مخبراً عن سخافة عقول الجهلة من الكفار في قولهم عن القرآن: { إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ إِفْكٌ } أي: كذب { ٱفْتَرَاهُ } يعنون: النبي صلى الله عليه وسلم { وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءَاخَرُونَ } أي: واستعان على جمعه بقوم آخرين، فقال الله تعالى: { فَقَدْ جَآءُوا ظُلْماً وَزُوراً } أي: فقد افتروا هم قولاً باطلاً، وهم يعلمون أنه باطل، ويعرفون كذب أنفسهم فيما يزعمون، { وَقَالُوۤاْ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ ٱكْتَتَبَهَا } يعنون: كتب الأوائل، أي: استنسخها، { فَهِىَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ } أي: تقرأ عليه { بُكْرَةً وَاَصِيلاً } أي: في أول النهار وآخره، وهذا الكلام لسخافته وكذبه وبهته منهم، يعلم كل أحد بطلانه، فإنه قد علم بالتواتر وبالضرورة: أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعاني شيئاً من الكتابة، لا في أول عمره، ولا في آخره، وقد نشأ بين أظهرهم من أول مولده إلى أن بعثه الله نحواً من أربعين سنة، وهم يعرفون مدخله ومخرجه، وصدقه ونزاهته، وبره وأمانته، وبعده عن الكذب والفجور وسائر الأخلاق الرذيلة، حتى إنهم كانوا يسمونه في صغره وإلى أن بعث: الأمين؛ لما يعلمون من صدقه وبره، فلما أكرمه الله بما أكرمه به، نصبوا له العداوة، ورموه بهذه الأقوال التي يعلم كل عاقل براءته منها، وحاروا فيما يقذفونه به، فتارة من إفكهم يقولون: ساحر، وتارة يقولون: شاعر، وتارة يقولون: مجنون، وتارة يقولون: كذاب، وقال الله تعالى: { ٱنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً } وقال تعالى في جواب ما عاندوا ههنا وافتروا: { قُلْ أَنزَلَهُ ٱلَّذِى يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } الآية، أي: أنزل القرآن المشتمل على أخبار الأولين والآخرين إخباراً حقاً صدقاً مطابقاً للواقع في الخارج ماضياً ومستقبلاً { ٱلَّذِى يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ } أي: الله الذي يعلم غيب السموات والأرض، ويعلم السرائر كعلمه بالظواهر
وهنا الإمام بن كثير يشير إلى سفاهة هذه الشبهات التي ألقاها الكافرون والتي تضمنتها آيات سورة الفرقان ويوضح زيغهم وبهتانهم حين ذكر علمهم بحال النبي صلى الله عليه وسلم وبأنه لم يسبق عليه الكذب وما كان اسمه بينهم إلا الأمين ، ولكنه متى جهر بالدعوة لدين الله الحق شرعوا في الإتيان بكل ذميمة والصقوها بشخصه ، وهو المبرأ من كل هذا من قال فيه ربناوانك لعلى خلق عظيمصلى الله عليه وسلم
تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي
ما ورد كاملا في التفسير:
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـٰذَا } ما هذا القرآن { إِلاَّ إِفْكٌ } كذب { ٱفْتَرَاهُ } اختلقه واخترعه محمد من عند نفسه { وَأعانَهُ عليه قومٌ آخرون } أي اليهود وعداس ويسار وأبو فكيهة الرومي قاله النضر بن الحارث { فَقَدْ جَاءوا ظُلْماً وَزُوراً } هذا إخبار من الله رد للكفرة فيرجع الضمير إلى الكفار وجاء يستعمل في معنى فعل فيعدى تعديتها، أو حذف الجار وأوصل الفعل أي بظلم وزور. وظلمهم أن جعلوا العربي يتلقن من العجمي الرومي كلاماً عربياً أعجز بفصاحته جميع فصحاء العرب، والزور أن بهتوه بنسبة ما هو بريء منه إليه. { وَقَالُواْ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } أي هو أحاديث المتقدمين وما سطروه كرستم وغيره جمع أسطار وأسطورة كأحدوثة { ٱكْتَتَبَهَا } كتبها لنفسه { فَهِىَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ } أي تلقى عليه من كتابه { بُكْرَةً } أول النهار { وَأَصِيلاً } آخره فيحفظ ما يملى عليه ثم يتلوه علينا.
{ قُلْ } يا محمد { أَنزَلَهُ } أي القرآن { ٱلَّذِى يَعْلَمُ ٱلسّرَّ فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي يعلم كل سر خفي في السماوات والأرض، يعني أن القرآن لما اشتمل على علم الغيوب التي يستحيل عادة أن يعلمها محمد عليه الصلاة والسلام من غير تعليم، دل ذلك على أنه من عند علام الغيوب { إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } فيمهلهم ولا يعاجلهم بالعقوبة وإن استوجبوها بمكابرتهم
فهل كلام النسفي يشير الى انه يقر بالشبهة ام انه ناقل فقط ، هذا بالإضافة انه أوضح كذب هذا الادعاء حين صرح بان القرآن أشتمل على علم الغيوب
وبالطبع لا احد يعلم الغيب إلا الله تبارك وتعالى
قال تعالى: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاّ هُوَ)
[سورة: الأنعام - الآية: 59]
وهذا دليلا على أن القرآن من عند الله .
وعلى هذا باقي التفسيرات
هذا ما ورد بالنسبة لآيات سورة الفرقان
وكان مفاد ما ورد أن المفسرين كانوا ينقلوا شبهات أعداء الحق ويفندوها كما رأينا ، وقد أوضحوا أنهم- أعداء الحق- كانوا يلقون بهذه التهم بسبب عجزهم عن القيام بالتحدي، ولصرف أذهان الناس عنه صلى الله عليه وسلم فلا يؤمن به احد، ولكن كذبهم كان مفضوحا لعلمهم بحال النبي صلى الله عليه وسلم من الصغر، ولان القرآن أشتمل على أمور غيبية لا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى مما أكد أن القرآن من عند الله تبارك وتعالى وهم جاحدون لآيات الله عز وجل.
وأما بالنسبة لآية سورة النحل فنذكر ما ورد بتفسير الإمام الرازي:
تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي
اعلم أن المراد من هذه الآية حكاية شبهة أخرى من شبهات منكري نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنهم كانوا يقولون إن محمداً إنما يذكر هذه القصص وهذه الكلمات لأنه يستفيدها من إنسان آخر ويتعلمها منه.
وذكر أيضا:
وأما تقرير ووجه الجواب فاعلم أنه إنما يظهر إذا قلنا: القرآن إنما كان معجزاً لما فيه من الفصاحة العائدة إلى اللفظ وكأنه قيل: هب أنه يتعلم المعاني من ذلك الأعجمي إلا أن القرآن إنما كان معجزاً لما في ألفاظه من الفصاحة فبتقدير أن تكونوا صادقين في أن محمداً صلى الله عليه وسلم يتعلم تلك المعاني من ذلك الرجل إلا أنه لا يقدح ذلك في المقصود إذ القرآن إنما كان معجزاً لفصاحته وما ذكرتموه لا يقدح في ذلك المقصود، ولما ذكر الله تعالى هذا الجواب أردفه بالتهديد والوعيد، فقال: { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ ٱللَّهُ } أما تفسير أصحابنا لهذه الآية فظاهر، وقال القاضي: أقوى ما قيل في ذلك إنه لا يهديهم إلى طريق الجنة، ولذلك قال بعده: { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } والمراد أنهم لما تركوا الإيمان بالله لا يهديهم الله إلى الجنة بل يسوقهم إلى النار، ثم إنه تعالى بين كونهم كذابين في ذلك القول فقال: { إِنَّمَا يَفْتَرِي ٱلْكَذِبَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ وَأُوْلـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَـٰذِبُونَ } وفيه مسائل:
المسألة الأولى: المقصود منه أنه تعالى بين في الآية السابقة أن الذي قالوه بتقدير أن يصح لم يقدح في المقصود، ثم إنه تعالى في هذه الآية أن الذي قالوه لم يصح وهم كذبوا فيه، والدليل على كونهم كاذبين في ذلك القول وجوه: الأول: أنهم لا يؤمنون بآيات الله وهم كافرون، ومتى كان الأمر كذلك كانوا أعداء للرسول صلى الله عليه وسلم وكلام العدا ضرب من الهذيان ولا شهادة لمتهم.والثاني: أن أمر التعلم لا يتأتى في جلسة واحدة ولا يتم في الخفية، بل التعلم إنما يتم إذا اختلف المعلم إلى المتعلم أزمنة متطاولة ومدداً متباعدة، ولو كان الأمر كذلك لاشتهر فيما بين الخلق أن محمداً عليه السلام يتعلم العلوم من فلان وفلان. الثالث: أن العلوم الموجودة في القرآن كثيرة وتعلمها لا يتأتى إلا إذا كان المعلم في غاية الفضل والتحقيق، فلو حصل فيهم إنسان بلغ في التعليم والتحقيق إلى هذا الحد لكان مشاراً إليه بالأصابع في التحقيق والتدقيق في الدنيا، فكيف يمكن تحصيل هذه العلوم العالية والمباحث النفيسة من عند فلان وفلان؟
واعلم أن الطعن في نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمثال هذه الكلمات الركيكة يدل على أن الحجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة باهرة، فإن الخصوم كانوا عاجزين عن الطعن فيها، ولأجل غاية عجزهم عدلوا إلى هذه الكلمات الركيكية.
وهنا ينسف الإمام الرازي اصل هذه الشبهة تماما، حيث يوضح أن الأعجمي الذي ينسب إليه الكافرون فضل إتيان محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن لا يمكن أن يكون هو مصدر القرآن، وذلك للإعجاز والبلاغة التي لا تتأتي لأعجمي علاوة على ما يحتوي عليه القرآن من العلوم العالية والمباحث النفسية التي لا يمكن أن يتعلمها النبي من جلسة أو جلستين في الخفاء فضلا على أن يحيط بها إنسان علما أصلا.
هذا إلى جانب أمر هام جدا وهو أن هذه الاتهامات صادرة من أشخاص لا تعتبر شهادتهم لأنهم أعداء للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومن المفترض فيهم أن يلفقوا التهم له صلى الله عليه وسلم لمجرد صرف الأذهان عنه.
كما أن الإمام الرازي أوضح أيضا أن عجز الكافرون على الطعن في صدق نبوته صلى الله عليه وسلم وعلمهم بأنه رسول الله حق ، هو ما دفعهم لمثل هذه الاتهامات الركيكة التي لا تمت للواقع بصلة من قريب ولا من بعيد.
وعن أسماء الذين اتهموه صلى الله عليه وسلم انه يتعلم منهم فقد أوردت التفاسير انه حين كان يسال احد منهم إن كان يعلم محمدا صلى الله عليه وسلم شيئا كان ينفي هذا ويقر بأنه هو الذي يتعلم من النبي صلى الله عليه وسلم
تفسير الكشاف/ الزمخشري
أرادوا بالبشر: غلاماً كان لحويطب بن عبد العزى قد أسلم وحسن إسلامه اسمه عائش أو يعيش وكان صاحب كتب. وقيل: هو جبر، غلام رومي كان لعامر بن الحضرمي. وقيل عبدان: جبر ويسار، كانا يصنعان السيوف بمكة ويقرآن التوراة والإنجيل، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرّ وقف عليهما يسمع ما يقرآن، فقالوا: يعلمانه، فقيل لأحدهما، فقال: بل هو يعلمني. وقيل: هو سلمان الفارسي.
تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي
أي كيف يعلّمه جبر وهو أعجمي هذا الكلام الذي لا يستطيع الإنس والجن أن يعارضوا منه سورة واحدة فما فوقها. وذكر النقاش أن مولى جبر كان يضربه ويقول له: أنت تعلّم محمداً، فيقول: لا والله، بل هو يعلمني ويهديني.
وبعد أن عدد من الأسماء قال:
قلت: والكل محتمل؛ فإن النبيّ صلى الله عليه وسلم ربما جلس إليهم في أوقات مختلفة ليعلمهم مما علمه الله، وكان ذلك بمكة.
فهكذا نوضح أن الأشخاص الذين كان يجلس معهم النبي كان هو الذي يعلمهم مما أتاه الله تبارك وتعالى ، وانه حين كان يسال احدهم في كونه يعلم محمدا شئ كان ينكر قائلا بأنه هو الذي يتعلم ويهتدي بما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من العلم والهدى
بما اوحاه الله تبارك وتعالى له.
تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان/القمي النيسابوري
ثم حكى شبهة أخرى عنهم. كانوا يقولون: إن محمداً يستفيد القصص والأخبار من إنسان آخر ويتعلمها منه. واختلف في ذلك البشر فقيل كان غلاماً لحويطب بن عبد العزى قد أسلم وحسن إسلامه اسمه عائش ويعيش وكان صاحب كتب. وقيل: هو جبر غلام رومي كان لعامر بن الحضرمي. وقيل: عبدان جبر ويسار كانا يصنعان السيوف بمكة ويقرآن التوراة والإنجيل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر وقف عليهما يسمع ما يقرآن فقالوا يعلمانه. وقيل: هو سلمان الفارسي. ثم أجاب عن شبهتهم فقال مستأنفاً { لسان الذي } واللسان اللغة والمعنى لسان الرجل الذي { يلحدون } يميلون قولهم عن الاستقامة { إليه } لسان { أعجمي } غير بيّن { وهذا } القرآن { لسان عربي مبين } ذو بيان وفصاحة وقد مر في آخر " الأعراف " أن تركيب الإلحاد يدل على الإمالة ومنه الملحد لأنه أمال مذهبه عن الأديان كلها. قال أبو الفتح الموصلي: تركيب ع ج م يدل على الإبهام والخفاء ضد البيان والإفصاح، ومنه " عجم الزبيب " لاستتاره وخفاته، والعجماء البهيمة، وصلاة الظهر والعصر عجماوان لأن القراءة فيهما سرية، وأعجمت الكتاب أي أزلت عجمته. ثم إن العرب تسمي كل من لا يعرف لسانهم ولا يتكلم بلغتهم أعجمياً وقالوا: زياد الأعجم لأنه كان في لسانه عجمة مع أنه كان عربياً. وحاصل الجواب هبوا أن محمداً يتعلم المعاني من ذلك الرجل إلا أنه لا يقدح في المقصود لأن القرآن بفصاحته اللفظية أيضاً معجز.
وهكذا نرى أن النيسابوري الذي استشهد به هذا الأفاق يؤكد أن هذه الشبهة كذب وافتراء وليس لها أي دليل من الصحة لعربية القرآن وفصاحته وبيانه فلا يمكن أن يصدر عن أعجمي وانه إن افترضتا صدق هذا الأمر فلن يقدح أصلا في المقصود
لان القرآن بفصاحته هذه وبيانه معجز أيضا.
وهذا ما عليه جميع التفسيرات، فان عرضهم لآية سورة النحل توضح نقلهم عن احد شبه منكري نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنهم يقرون بكذب هذه الشبهة وعدم صحتها ، حيث أوضحوا بان القرآن العربي بهذه الفصاحة والبيان والبلاغة التي عجز عن أن يأتي بمثلها من هم أهل اللغة أصلا من أهل مكة، كيف يصدر من أعجمي !!وحتى وان صدرت فلا يمكن أن تقدح في المقصود حيث أن القرآن معجز بلفظه وتراكيبه.
فضلا عن ذكر التفاسير لجواب من سؤل عن تعليمه للنبي صلى الله عليه وسلم فانكر وأوضح انه هو الذي يتعلم من خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم.
افبعد الاعتراف المباشر يكون هناك شبهة أصلا!!
واما ما ذكره هذا الكاذب من قول خليل عبد الكريم الغير مسلم المعروف بهجومه على الاسلام في كتابه
فترة التكوين في حياة الصادق الامين في الصفحة 335
فلا وجود له نهائيا
والحقيقة انه إن وجد حتى فليس له أي قيمة قول هذا الرجل المهاجم للاسلام أمام قول الله تبارك وتعالى في القرآن في دفع شبه منكري النبوة بالإضافة إلى أقوال المفسرين في دحض هذه الشبهات وذكرهم لشهادة من نسب إليهم أنهم يعلموا النبي صلى الله عليه وسلم حيث أوضحوا أنهم هم الذين يتعلموا ويهتدوا من النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم ما قيمة رأي خليل عبد الكريم او غيره من الذين نصبوا انفسهم
لمحاربة الاسلام من غير المسلمين
ويريد هذا الافاق الكاذب ان يشير الى ان خليل عبد الكريم هذا من علماء المسلمين وهو غير ذلك بالطبع
اوهل هناك مسلم فضلا عن ان يكون عالما يقول بان هناك من اهل الكتاب من اثر في ثقافة النبي الدينية !!
إن هذا الشخص لا يملك نبتة من العقل حتى ليفهم هذا الكلام فهو لا يفلح الا في القص واللصق والادعاء والتدليس ، وعلى الرغم من هذا سوف نعطي مثالا بسيطا من الكتاب المقدس حتى نثبت أن هذا الأفاق لا يعرف ابسط مسائل الاستدلال ولا البحث العلمي:
فقد ورد بالعهد الجديد اتهام اليهود ليسوع بان به شيطان:
يو 8:48 فاجاب اليهود وقالوا له ألسنا نقول حسنا انك سامري وبك شيطان.
49 اجاب يسوع انا ليس بي شيطان لكني اكرم ابي وانتم تهينونني
وانه بقوة بعلزبول يخرج الشياطين:
مت 12:24 اما الفريسيون فلما سمعوا قالوا هذا لا يخرج الشياطين
الا ببعلزبول رئيس الشياطين.
وانه يفسد الامة ويحرضها على التمرد:
لو 23:2 وابتدأوا يشتكون عليه قائلين اننا وجدنا هذا يفسد الامة ويمنع ان تعطى جزية لقيصر قائلا انه هو مسيح ملك.
إلى غير ذلك من الاتهامات التي وردت في حق يسوع، فهل نستخدم القاعدة الهشة التي استخدمها هذا الدعي
ليس دخان بلا نيران
لنثبت بان يسوع كان به شيطان وبقوة بعلزبول يخرج الشياطين وانه كان يفسد الأمة ويحرضها على التمرد!!!!
إن كل من أراد أن يستخدم نعمة العقل التي وهبها لنا الله تبارك وتعالى سوف يعلم سفاهة هذا الأمر، فلا يمكن أن نستشهد باتهام الأعداء قائما بذاته بلا دليل.
وان جميع الاتهامات التي وجهت للنبي صلى الله عليه وسلم ليس لها أي دليل من الصحة وقد تم الرد عليها في القرآن الكريم وناقشتها التفاسير بالتفصيل
فظهر الحق، وماذا بعد الحق إلا الضلال.
الخاتمة:
الكتاب المقدس والأساطير
ونحب أن ننهي هذه الكلمة البسيطة بالإشارة إلى أمر هام وهو أن هذا الكاذب دعي العلم
قد فتح على نفسه بابا لن يستطيع أن يغلقه ثانية، فهو وان ادعى أن القرآن الكريم قد اعتمد على الأساطير ، أي أن القرآن الكريم سوف يحتوي بالضرورة على هذه الأساطير، ولكنه ككاذب دعي لم يأتي بأسطورة واحدة وردت في القرآن الكريم بل اعتمد على قول الكافرون ولا عزاء للعقل، وهذا إن دل على شئ يدل على فقر هذا الغبي لعلمه بان كتاب الله تبارك وتعالى لم يرد به أي أسطورة والا كان قد استشهد بها، فنهج نهج العناد والعجز وأورد مقولة أعداء الحق الذي هو منهم، وهنا لابد لنا بعد أن أثبتنا كذب هذه الشبهة وسفاهتها، أن نسال
هل الكتاب المقدس يحتوي على أساطير!!!!
والإجابة بحق صادمة فان الكتاب المقدس قد احتوى على مجموعة كبيرة من الأساطير والتي نستطيع جميعا أن نطلع عليها في البحث الرائع الذي قدمه لنا الشيخ عرب حفظه الله
علم الميثولوجيا تثبت تحريف الكتاب المقدس
ننصح بقراءته لبيان حجم الأساطير التي يحتوي عليها الكتاب المقدس
فليس القرآن الكريم هو كتاب الأساطير
بل هو تنزيل رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.