الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى }النجم32
ارجو الرد على هذه الشبهة وبيان سبب نزول هذه الآية
معنى كلمة اللمم هى صغار الذنوب
النصارى يروجون لهذه الكلمة كثيراً على منتدياتهم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللمم هو الذنوب التي لا تعد من الكبائر.
والآية لا تحل اللمم، وليست تصريحاً بالوقوع فيه .. فهو حرام يآخذ فاعله عليه.
لكي نفهم الآية بشكل سليم .. ينبغي أن نقرأها في سياقها ... والآية السابقة لها مباشرة تقول: " وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى" ثم تأتي الآية التي تسأل عنها مفصلة لصفات "اللذين أحسنوا" فتصفهم بأنهم: " الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى" أي أن اللذين أحسنوا هم من يتجنبون الكبائر .. حتى وإن وقعوا في اللمم .. فهم ليسو معصومين، وكل ابن آدم خطاء.
فإن وقعوا في اللمم .. فإن عليهم أن يستغفروا الله ويتوبو إليه .. فإنه "وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ " ... يغفر لمن تاب وأصلح.
فلا يعني ذلك أن اللمم حلال .. ولا يعني كذلك أن الكبائر لا تغتفر .. فإن الله تعالى يغفر الذنوب جميعاً .. إلا الشرك.
ولكن لمن يغفر الله؟ .. هل لمن يذنب ويصر على الذنب ويتمادى فيه؟
لا ...
بل لمن يتوب .. ويندم .. ويُصلِح
الخلاصة:
1- الإنسان يحاسب على أعماله كلها .. كبيرها وصغيرها " فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (
(الزلزلة)"
2- يغفر الله الذنوب كلها، "الكبائر .. واللمم" لمن تاب .. وندم .. وصدق في توبته
3- الآية تبين صفات "اللذين أحسنوا" وهم هؤلاء المؤمنين اللذين لا يقعون في الكبائر.
4- الآية ليست تصريحاً بالوقوع في اللمم .. ولا تحليلاً له .. فإن من يقع فيه يحاسب عليه ..
حدثنا أحمد بن عثمان البصري حدثنا أبو عاصم عن زكريا بن إسحق عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس
الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن تغفر اللهم تغفر جما وأي عبد لك لا ألما
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث زكريا بن إسحق
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
قوله : ( حدثنا أحمد بن عثمان أبو عثمان البصري )
يلقب أبا الجوفاء بالجيم والزاي ثقة من الحادية عشرة
( أخبرنا أبو عاصم )
اسمه الضحاك النبيل .
قوله : ( { الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش } )
الكبائر كل ذنب توعد الله عليه بالنار أو ما عين له حدا أو ذم فاعله ذما شديدا . والفواحش جمع فاحشة وهي كل ذنب فيه وعيد أو مختص بالزنا
( { إلا اللمم } )
بفتحتين أي الصغائر فإنهم لا يقدرون أن يجتنبوها . قال الطيبي الاستثناء منقطع فإن اللمم ما قل وما صغر من الذنوب ومنه قوله ألم بالمكان إذا قل ليله فيه ويجوز أن يكون قوله اللمم صفة وإلا بمعنى غير , فقيل هو النظرة والغمزة والقبلة , وقيل الخطرة من الذنب , وقيل كل ذنب لم يذكر الله فيه حدا ولا عذابا
( إن تغفر اللهم تغفر جما )
بفتح الجيم وتشديد الميم أي كثيرا كبيرا
( وأي عبد لك لا ألما )
فعل ماض مفرد والألف للإطلاق أي لم يلم بمعصية يقال لم أي نزل وألم إذا فعل اللمم والبيت لأمية بن الصلت أنشده النبي صلى الله عليه وسلم أي من شأنك غفران كثير من ذنوب عظام وأما الجرائم الصغيرة فلا تنسب إليك لأن أحدا لا يخلو عنها وأنها مكفرة باجتناب الكبائر وإن تغفر ليس للشك بل للتعليل نحو إن كنت سلطانا فأعط الجزيل أي لأجل أنك غفار اغفر جما . واختلف أقوال أهل العلم في تفسير اللمم فالجمهور على أنه صغائر الذنوب وقيل هو ما كان دون الزنا من القبلة والغمزة والنظرة وكالكذب الذي لا حد فيه ولا ضرر وقيل غير ذلك , والظاهر الراجح هو قول الجمهور والله تعالى أعلم .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب )
وأخرجه ابن جرير
http://hadith.al-islam.com/Display/D...earchLevel=QBEو صح الأحتجاج بهذه الأية على جواز مقدمات الزنا لصح الأحتجاج على جواز الزنا بهذه الأية بل الشرك والقتل وشرب الخمرألخ
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }[ الزمر الآية 53]
ماذا فهمتم من هذه الأية؟؟؟
تفسير قوله تعالى: إِلا اللَّمَم
ما هو المراد بكلمة (اللمم) في قوله تعالى: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ[1]... الآية؟
إن علماء التفسير - يرحمهم الله - اختلفوا في تفسير ذلك، وذكروا أقوالاً في معناه، أحسنها قولان: أحدهما: أن المراد به: ما يلم به الإنسان من صغائر الذنوب، كالنظرة والاستماع لبعض ما لا يجوز من محقرات الذنوب وصغائرها ونحو ذلك، وهذا مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وجماعة من السلف، واحتجوا على ذلك بقوله سبحانه في سورة النساء: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا[2] قالوا: المراد بالسيئات المذكورة في هذه الآية هي صغائر الذنوب، وهي: اللمم؛ لأن كل إنسان يصعب عليه التحرز من ذلك، فمن رحمة الله سبحانه أن وعد المؤمنين بغفران ذلك لهم إذا اجتنبوا الكبائر، ولم يصروا على الصغائر. وأحسن ما قيل في ثبوت الكبائر إنها المعاصي التي فيها حد في الدنيا؛ كالسرقة، والزنى، والقذف، وشرب المسكر، أو فيها وعيد في الآخرة بغضب من الله أو لعنة أو نار؛ كالربا، والغيبة، والنميمة، وعقوق الوالدين. ومما يدل على غفران الصغائر باجتناب الكبائر وعدم الإصرار على الصغائر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى فهو مدرك ذلك لا محالة، فزنى العين النظر، وزنا اللسان الكلام، وزنا الأذن الاستماع، وزنا اليد البطش، وزنا الرجل الخطى، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه))، ومن الأدلة على وجوب الحذر من الصغائر والكبائر جميعاً وعدم الإصرار عليها قوله سبحانه: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ[3].
القول الثاني: أن المراد باللمم: هو ما يلم به الإنسان من المعاصي ثم يتوب إلى الله من ذلك، كما قال في الآية السابقة وهي قوله تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً...[4] الآية، وقوله سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[5] وما جاء في معنى ذلك من الآيات الكريمات، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون))، ولأن كل إنسان معرض للخطأ، والتوبة النصوح يمحو الله بها الذنوب، وهي المشتملة على الندم على ما وقع من المعصية، والإقلاع عنها، والعزيمة الصادقة على ألا يعود إليها خوفاً من الله سبحانه، وتعظيماً له، ورجاء مغفرته.
ومن تمام التوبة إذا كانت المعصية تتعلق بحق الآدميين؛ كالسرقة، والغضب، والقذف، والضرب، والسب، والغيبة، ونحو ذلك أن يعطيهم حقوقهم، أو يستحلهم منها إلا إذا كانت المعصية غيبة - وهي الكلام في العرض - ولم يتيسر استحلال صاحبها؛ حذراً من وقوع شر أكثر فإنه يكفي في ذلك أن يدعو له بظهر الغيب، وأن يذكره بما يعلم من صفاته الطيبة، وأعماله الحسنة في الأماكن التي اغتابه فيها، ولا حاجة إلى إخباره بغيبته إذا كان يخشى الوقوع في شر أكثر. وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه، وأن يحفظنا وإياكم من كل سوء، وأن يمن علينا جميعاً بالاستقامة على دينه، والسلامة من أسباب غضبه، والتوبة إليه سبحانه من جميع ما يخالف شرعه، إنه جواد كريم.
[1] سورة النجم الآية 32.
[2] سورة النساء الآية 31.
[3] سورة آل عمران الآيتان 135 – 136.
[4] سورة آل عمران الآية 135.
[5] سورة النور الآية 31.
نقلا عن :
http://www.binbaz. org.sa/mat/ 1970