هل القرآن قليل الرأفة بالنساء ؟
***********************************************
" هنري ماسيه "يقول في كتابه عن الإسلام الذي ملأه كذبا وافتراء وحقدا علي الإسلام وكتابه ورسوله : " إن القرآن كان قليل الرأفة بالنساء"
فهل هذه الزعمة صحيحة ؟ علينا أن ننظر في القرآن نفسه لنري ما تعرضت له آياته من ذكر للنساء أحكاما و آدابا وتعاملا .
فهذه بعض صفحات القرآن بين أيدينا :·
" ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة " أي أن النساء مثل الرجال .. لهن حقوق كحقوق الرجال وعليهن واجبات كواجبات الرجال .
· جعل لكم من أنفسكم أزواجا .." أي المرأة كالرجل في حقيقة التكوين الإنساني .. فهي من نفس الرجل لم تخلق من مادة أخري أقل أو أحط من المادة التي خلق منها فلها مثل الغرائز والعواطف والحقوق والواجبات التي للرجل ولها عين كرامته وذات إنسانيته..
· " الرجال قوامون علي النساء " وهذه هي الدرجة الواحدة التي يتميز بها الرجال علي المرأة وهي ضرورة اجتماعية لابد منها .. فكل مؤسسة اجتماعية تحتاج إلى قيم أو رئيس مسؤول عن إدراتها والأسرة : أهم المؤسسات الاجتماعية الإنسانية و أحقها بتركيز المسؤولية في عميد أو قيم رشيد يتولي الإشراف عليها والرجل في مؤسسة الأسرة أحق بإداراتها وقيادتها وأهل لتوجيهها وأقدر علي تحمل مسؤولياتها . ولذلك علل القرآن هذه " القوامة " : ( .. بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) أي أن الرجل بحكم تكوينه العضلي والعصبي والعقلي أقوي علي حمل أمانة الأسرة بكل أثقالها ومسؤولياتها من نساء و أطفال : تربية وتعليما و إنفاقا علي المعيشة أيضا ومن جانب آخر : لأنه دافع الصداق للمرأة وملزم بالإنفاق علي الأسرة مدي الحياة .
· " وعاشروهن بالمعروف " وقد تكرر هذا الايصاء في القرآن أمرا للرجال بإحسان معاملة النساء .. حتى في حالة الكراهية والطلاق : (فان كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) .
· " ولا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن " وبهذا التوجيه يمنع القرآن أن يقف أولياء أمور النساء في وجوه خطابهن ابتداء أو أزواجهن السابقين إذا أرادوا مراجعتهن .. أي انه يحفظ لهن حق طلب الشريك الأخر تماما كما يطلب الرجل شريكة حياته .
· "هن لباس لكم و أنتم لباس لهن " أي أن كلا من الرجل والمرأة ستر لرفيقه ومأوي له وسكن لعواطفه وراحة لمتاعبه و آمن لمخاوفه ومعني " ستر لرفيقه " أي واق له وكاف عن الوقوع في الشهوات الحرام !
· " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن .. ذلك ادني إن يعرفن فلا يؤذين " إنها دعوة إلى صيانة المرأة عن التبذل والتكشف والتهتك وحماية لها من أذى النظرات الآثمة واللمسات الظالمة لان المرأة المتهتكة تغري الرجل الفاجر بالتعرض لها والطمع فيها ولذلك جاء في القرآن توجيه أخر : " ولا تخضعن بالقول-أي لا ترققن الكلام- فيطمع الذي في قلبه مرض ".
ولو ذهبنا نستعرض أو نعرض آيات أحكام الزواج والعشرة والطلاق وما جاء عن بر الأمهات لما يتحملن من وهن الحمل والرضاعة والحضانة –والاستئذان في الدخول علي النساء- و المخالعة والرجعة- ووجوب غض البصر وحدود الزينة النسوية ومواضعها المحرمة والمباحة .. لطال بنا المقال أوسع مطال ولكنا نجتزئ بما أسلفنا لنبرهن علي أن القرآن وحده كان أرأف تشريع سماوي أنزل لإنصاف المرأة واثبات إنسانيتها و إعلان كرامتها .(1)
وهناك الوصايا النبوية العديدة بتكريم المرأة :
- اتقوا الله في النساء
- إنما النساء شقائق الرجال .
- خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي.
- ما زال جبريل يوصيني بالنساء حتى ظننت أنه سيحرم طلاقهن" .
- لا يفرك مؤمن مؤمنة .. إن كره منها خلقا رضي آخر .."
- استوصوا بالنساء خيرا"
- الرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها " ..
وهؤلاء نسوة ثلاث من جنس "هنري ماسيه" يشهدن بعدالة موقف الإسلام من قضية المرأة :
1- إحداهن (ستانرايتنس ) –الهولندية- التي أسلمت بعد دراسة للإسلام واقتناع به تقول :إنني اعتنقت الإسلام لأنه أعطاني حاجتي من الروح والعقل معا ووجدت فيه الطمأنينة التي بحثت عنها كثيرا إن الإسلام قد منح المرأة مركزا مرموقا بينما هي في الأديان الأخرى أمة "لا حق لها"
2- والأخرى فرجينيا هنري –الأمريكية- التي أسلمت أيضا .. تقول إن ا لحياة في أمريكا مثل جهنم التي عرفوها لنا في الكتب الدينية .. ففي أمريكا جميع أسباب الحياة العصرية المترفة ولنا منزل جميل ودخل محترم ولكن الحياة مع ذلك مثل جهنم تماما لأنها تنقصها الأخلاقيات .. ولذلك بعد إن انتهي من دراستي بالأزهر سوف اذهب أنا و زوجي إلى فنزويلا –بلده الأصلي – ونبني مسجدا ونبدأ بنشر الإسلام هناك " .
3- الثالثة (أني بيزانت" تقول في كتابها "حياة محمد وتعاليمه " :
4- "إن المرأة في ظل الإسلام أكثر حرية منها في ظل المذاهب الأخرى فالإسلام يحمي حقوق المرأة أكثر من المسيحية التي تحظر تعدد الزوجات وتعاليم القرآن بالنسبة للمرأة اكثر عدالة واضمن لحريتها فبينما لم تنل المرأة في إنجلترا حق الملكية إلا منذ عشرين سنة (هذا من وقت تاريخ صدور هذا الكتاب ) فان الإسلام قد اثبت لها حق التملك منذ اللحظة الأولي و من الافتراء أن يقال : إن الإسلام يعتبر النساء مجردات من الروح " .
*وكفي بهؤلاء النسوة الغربيات شاهدات صدق وحق .
المرجع كتاب مفتريات علي الإسلام لأستاذ الثقافة الإسلامية أحمد محمد جمال