الكثير من النصارى يردد قوله تعالى وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي ثم يقول بعد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم يتزوج من شاء من النساء وبألفاظ تدل على قلة الأدب كأنه أعمى قلبه ممتلئ بالران الذي كسبه من المعاصي والذنوب
نستهل كلامنا بقول الله عز وجل :
(وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)
ويستمر مسلسل الرد على الحاقدين من النصارى الذين يلقون شبهاً كثيرة على الإسلام بدافع من الغل الذي يدفنوه من صغرهم في الكنائس ويتعلمونه من القساوسة الأكبر حقداً
نسمع الكثير من النصارى يردد قوله تعالى وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي ثم يقول بعد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم يتزوج من شاء من النساء وبألفاظ تدل على قلة الأدب كأنه أعمى قلبه ممتلئ بالران الذي كسبه من المعاصي والذنوب ولكن دعونا نقرأ الآية بعلم وفهم حتى يتضح لنا مكانة النبي صلى الله عليه وسلم ويتضح لنا أيضا حقد هذا النصراني
ولنبدأ من قوله : (وامرأة مؤمنة) إن دعونا نتوقف هنا ولنسأل هذا الحاقد الذي لا يفهم لغة القرآن ماذا تسمي لفظة إن هنا في الآية ؟؟؟؟؟؟؟؟ طبعاً نعلم أن النصارى لا يفرقون بين أدوات الشرط وبين كوز الدرة بالطبع ولتكن هذه معلومة لهم أن قوله تعالى وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي فيه شرط أول وقوله تعالى إن أراد النبي أن يستنكحها فيه شرط ثاني وقله خالص لك من دون المؤمنين فيه الميزة التي انفرد بها النبي عن المؤمنين ومن هنا نبدأ الشرح للحاقدين
الآية تقرر أنه لو أرادت امرأة أن تكون من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بحيث تعرض عليه أن يتزوجها بدون مهر ويعتبر هذا الشق الأول من الآية لو أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها وهذا بعد إرادة المرأة تكون خالصة للنبي صلى الله عليه وسلم من دون المؤمنين وهو أن يتزوجها بدون مهر إذاً النبي لن يتزوجها إلا إذا أرادت المرأة أن تكون من أزواجه أي أنه شرط متعلق بوقوع شرط أول
بعد هذا الكلام هل يصح لقائل أن يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا وقع نظره على امرأة يتزوجها غصب عنها هذا كلام لا يقوله إلا حاقد ولكن هنا نقطه مهمة أننا نسأل هؤلاء الحاقدين ما الذي يجعل امرأة تهب نفسها للنبي هل النبي غصبها أم أنه شرف لكل امرأة أن تكون من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم طبعاً كان اكبر شرف للنساء المؤمنات أن يكونوا من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم العجيب أن القوم عميت أبصارهم الآية تقول وامرأة مؤمنه والسؤال بكل بساطه امرأة مؤمنه بالله وبأن محمد نبي من عنده إلا تتمنى أن تكون من أزواج رسول الله سبحان الله
هل هذا الكلام من عندي بالطبع لا ولكن القوم كما هو واضح وجلي يتصيدون الكلمات التي تقدح في النبي فقط بل لا يفتحون كتباً وإنما مجرد ينقلون كالببغاوات تماماً بين الإمام ابن كثير نفس المعنى الذي سقته في تفسيره
إليكم تفسير ابن كثير
وقوله تعالى: (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك) الآية, أي ويحل لك أيها النبي المرأة المؤمنة إن وهبت نفسها لك أن تتزوجها بغير مهر إن شئت ذلك. وهذه الآية توالى فيها شرطان.
نأتي إلى ما جاء في تفسير القرطبي فقط ونحن نسأل لماذا فتح النصارى القرطبي طبعاً لأنه المفسر الوحيد الذي اجتهد في جمع خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ثم انتقوا من التفسير كلمتين أو ثلاثة وتركوا الآية واحتجوا بالمفسر في النهاية ونأتي لكلام القرطبي رحمه الله
طبعاً بعد ما ساق القرطبي رحمه الله الكلام على ما فرض على النبي من العبادات من دون المؤمنين كقيام الله والوتر والضحى
ساق القرطبي كلامه الآتي :- العاشر: إذا وقع بصره على امرأة وجب على زوجها طلاقها، وحل له نكاحها. قال ابن العربي: هكذا قال إمام الحرمين، وقد مضى ما للعلماء في قصة زيد من هذا المعنى
طبعاً القرطبي بنى هذا الكلام على أحاديث موضوعة ذُكرت في قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش لذا يترتب على ذلك أن ما قاله القرطبي باطل لأن القرطبي ليس محدث فكلامه ليس بحجه على المسلمين ولو أن الذي يبحث يريد الحق لكان سأل أين الدليل على الخصائص التي وضعها القرطبي وبحث فيها لكي يكون بحثه علمي وإنما ما نرى من القوم غلا انهم يتصيدن أي كلمه تقدح في النبي من نظرهم فيكون خلاص الكلام الذي نقوله في ما ساقه القرطبي انه اجتهاد منه ولكي نسلم بما قرره من هذه الخصائص نبحث في ما قال وفيما استدل فإذا تبين لنا ضعف دليله فالعبرة بالدليل وليس باجتهاد البشر
بعد هذا التوضيح دعونا نتكلم عن ما جاء في كتب القوم لعلنا نجد الأنبياء في كتابهم مترفعين عن ذلك المقام أم أن خصائصهم تعدت ذلك بكثير دعونا نرى النبي داوود حسب العهد القديم وليس حسب القرآن
[ ففتشوا على فتاة جميلة في جميع تخوم إسرائيل فوجدوا ابيشج الشونمية فجاءوا بها إلى الملك . وكانت الفتاة جميلة جدا فكانت حاضنة الملك وكانت تخدمه ولكن الملك لم يعرفها.] [سفر اخبار الملوك الأول 1: 3-4]
إذا كان الملك داوود لما يبرد ويبقى سقعان بيجيبولوا امرأة تدفيه وطبعاً كالعادة الكتاب لم يعلق على هذا حلالاً أم حرام
ولكن سواء كان هذا حلال أو حرام فقد فعله نبي معترف به عند النصارى واليهود ولم يقدح ذلك في نبوته
ولم يتكلم أحد من النصارى في ذلك طبعاً منعاً للإحراج ولكن كلم نقولها أخيرة لهؤلاء الحاقدين قبل أن تحكموا على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم انظروا إلى ما في كتابكم مع العلم إننا رددنا عليهم إسلامياً ولكن نذكر بعض ما في كتب القوم لعلهم يفيقوا من سباتهم وينزعوا ستار الحقد من على قلوبهم