بسم الله الرحمن الريحم وبه نستعين
كالعادة تفوح من هذا العنوان رائحة الكذب والتدليس عن طريق وضع عنوان براق يلفت أنظار ضعاف القلوب معدومي البصيرة ليقعوا في شرك نصب أحفاد اليهود ليزيدوا من بعدهم عن الإسلام وعن الطريق القويم السليم والعقيدة السوية ويظلوا هم على ضلالهم المُستَحكَم
يكتب صاحب الشبهة " النكاح معناه الوطء وليس الزواج " ويذيل عنوانه المريض بالآية الكريمة التي تضع أسس وضوابط العلاقات الإنسانية في المجتمع
النكاح الزواج : الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك سورة النور3. "
ويضع لنا رابط الرد على الشبهة بكلتا يديه ونشكره على مجهوده الرب يبارك تعبه
أورد لنا تفسير بن كثير ويدّعي أن النكاح معناه الوطء
ولكن ماذا قال بن كثير في هذا الصدد؟
هذا خبر من الله تعالى بأن الزاني لا يطأ إلا زانية أو مشركة أي لا يطاوعه على مراده من الزنا إلا زانية عاصية أو مشركة لا ترى حرمة ذلك
وكذلك " الزانية لا ينكحها إلا زان " أي عاص بزناه " أو مشرك " لا يعتقد تحريمه
قال سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : " الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة " قال ليس هذا بالنكاح إنما هو الجماع لا يزني بها إلا زان أو مشرك وهذا إسناد صحيح عنه
وقد روي عنه من غير وجه أيضا وقد روي عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وعروة بن الزبير والضحاك ومكحول ومقاتل ابن حيان وغير واحد نحو ذلك . وقوله تعالى " وحرم ذلك على المؤمنين" أي تعاطيه والتزويج بالبغايا أو تزويج العفائف بالرجال الفجار
وقال أبو داود الطيالسي حدثنا قيس عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس" وحرم ذلك على المؤمنين " قال : حرم الله الزنا على المؤمنين وقال قتادة ومقاتل بن حيان : حرم الله على المؤمنين نكاح البغايا وتقدم ذلك فقال " وحرم ذلك على المؤمنين " وهذه الآية كقوله تعالى " محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان " وقوله " محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان " الآية
ومن ههنا ذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله إلى أنه لا يصح العقد من الرجل العفيف على المرأة البغي ما دامت كذلك حتى تستتاب فإن تابت صح العقد عليها وإلا فلا وكذلك لا يصح تزويج المرأة الحرة العفيفة بالرجل الفاجر المسافح حتى يتوب توبة صحيحة لقوله تعالى " وحرم ذلك على المؤمنين "
انتهى
إذاً فقد قال الإمام بن كثير رحمه الله جميع الآراء التي قيلت حول هذه الآية
أما مقولة أن النكاح المقصود في الآية هو الوطء فهذا توضيح لحكم الله في الزاني والزانية والمشرك والمشركة ولا يخص المؤمنين بشئ
فكما أن الزاني لا يتحرّى الحلال ويستبيح الزنا على نفسه فبالطبع لن يمس إلا زانية مثله
أو مشركة
والزانية إن أباحت هذه الفاحشة لنفسها فلن يمسها إلا زان مثلها أو مشرك
ولكن هذا حرام على المؤمنين ... فالمؤمن لن يزني لا بمشركة ولا بزانية ولا بغيرها
أما إن فعل هذا الفعل فقد خرج من زمرة المؤمنين وأصبح بحكم الآية عاصي مرتكب كبيرة من الكبائر وجب إقامة الحد عليه
ولننظر في باقي التفاسير وفي الأحاديث الشريفة ماذا قصدت بكلمة " ينكح " بالتحديد في الآيات الكريمة ؟
وماذا عن أسباب نزول الآية؟
ورد في الحديث الشريف : أن امرأة كان يقال لها أم مهزول وكانت تكون بأجياد وكانت مسافحة كان يتزوجها الرجل وتشترط له أن تكفيه النفقة فسأل رجل عنها النبي صلى الله عليه وسلم أيتزوجها فقرأ نبي الله صلى الله عليه وسلم [OVERLINE]أو أنزلت عليه الآية[/OVERLINE] { الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة } الآية
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 6/297
خلاصة الدرجة: صحيح الإسناد
ورد في تفسير الجلالين : "الزاني لا ينكح" يتزوج "إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك" أي المناسب لكل منهما ما ذكر "وحرم ذلك" أي نكاح الزواني "على المؤمنين" الأخيار
انتهى
إذاً فقد اختلف أهل التأويلفي تفسير هذه الآية
ولكن ما الحاكم في هذا الأمر؟ الحاكم هو الآية الكريمة التي تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن النكاح هو عقد الزواج
بل إن النكاح يقع حتى ولو لم يمس الرجل من عقد عليها فقد نكحها أي تزوجها
قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (الأحزاب49)
نكاح بدون أن يمس الرجل المرأة : فما هو هذا النكاح ؟ أهو عقد زواج أم مرض عقلي أصاب أدمغتكم من كثرة تناول نشيد الأنشاد؟
والنكاح الزواج : وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة237)
نأتي إلى معنى الكلمة في معاجم اللغة العربية
نكح (لسان العرب)
نَكَحَ فلان (* قوله «نكح فلان إلخ» بابه منع وضرب كما في القاموس.) امرأَة يَنْكِحُها نِكاحاً إِذا تَزوجها.
ونَكَحَها يَنْكِحُها: باضعها أَيضاً، وكذلك دَحَمَها وخَجَأَها؛ وقال الأَعشى في نَكَحَ بمعنى تزوج: ولا تَقْرَبَنَّ جارةً، إِنَّ سِرَّها عليك حرامٌ، فانْكِحَنْ أَو تَأَبَّدا الأَزهري: وقوله عز وجل: الزاني لا ينكح إلا زانية أَو مشركة والزانية لا ينكحها إِلا زانٍ أَو مشرك؛ تأْويله لا يتزوج الزاني إِلا زانية، وكذلك الزانية لا يتزوجها إِلا زان؛ وقد قال قومٌ: معنى النكاح ههنا الوطء، فالمعنى عندهم: الزاني لا يطأُ إِلا زانية والزانية لا يطؤُها إِلا زان؛ قال: وهذا القول يبعد لأَنه لا يعرف شيء من ذكر النكاح في كتاب الله تعالى إِلا على معنى التزويج؛ قال الله تعالى: وأَنْكِحُوا الأَيامَى منكم؛ فهذا تزويج لا شك فيه؛ والنكاح الزواج : يا أَيها الذين آمنوا إِذا نكحتم المؤمنات؛ فاعلم أَن عقد التزويج يسمى النكاح ...)
نكح (الصّحّاح في اللغة)
النُكاحُ: الوَطْءُ، وقد يكونُ العقدَ. تقول: نَكَحتُها ونَكَحَتْ هي، أي تزوَّجت؛ وهي ناكِحٌ في بني فلان، أي هي ذات زوج منهم.
وقال:
أحبُّ إليَّ من أن تَنْكِحينـي لَصَلْصَلَةُ اللِجامِ برأسِ طِرْفٍ
واسْتَنْكَحَها بمعنى نَكَحَها.
وأنْكَحَها، أي زوَّجها.
ورجلٌ نُكَحَةٌ: كثير النكاح.
والنُكْحُ والنِكْحُ لغتان، وهي كلمة كانت العرب تتزوَّج بها.
وكان يقال لأم خارجة عند الخِطبة: خِطْبٌ، فتقول نُكْحٌ. حتَّى قالوا: أسرعْ إلى نِكاحِ أمِّ خارجة.
نكح (مقاييس اللغة)
النون والكاف والحاء أصلٌ واحد، وهو البِضاع.
ونَكَحَ يَنْكِحُ.
وامرأةٌ ناكِحٌ في بني فلان، أي ذات زَوجٍ منهم.
والنِّكاح يكون العَقدَ دونَ الوطء. يقال نَكَحْتُ: تَزَوّجْتُ.
وأنكَحْتُ غَيرِي.
النِّكاحُ (القاموس المحيط)
النِّكاحُ: الوَطْءُ، والعَقْدُ لَهُ. نَكَحَ، كَمَنَعَ وضَرَبَ، ونَكَحَتْ.
وهي ناكِحٌ وناكِحَةُ: ذاتُ زَوْجٍ.
واسْتَنْكَحَها: نَكَحَها.
وأَنْكَحَها: زَوَّجَها.
والاسم: النُّكْحُ، النِكْحُ، بالضَّمِّ والكسر.
ورَجُلٌ نُكَحَةٌ ونُكَحٌ: كثيرهُ.
وكان يقالُ لأِمِّ خارِجَةَ عندَ الخِطْبَةِ: خِطْبٌ، فتقولُ: نِكْحٌ، فقالوا: "أسْرَعُ من نِكاحِ أُمِّ خارِجَةَ".
ونَكَحَ النُّعاسُ عَيْنَهُ: غَلَبَها،
و~ المَطَرُ الأرضَ: اعْتَمَدَ عليها.
والنَّكْحُ، بالفتح: البُضْعُ.
والمَناكِحُ:النِّساءُ.
انتهى
إذاً فالكلمة تحمل المعنيان والأشمل تعني الزواج وقد اتضح هذا من سياق الآيات
ولكن ماذا تقول مصادركم المسيحية عن هذا الأمر؟
قال الراهب أثناسيوس في سلسلة الدرة الطقسية للكنيسة القبطية بين الكنائس الشرقية نقلاً عن الأنبا ساويرس ابن المقفع أسقف الأشمونين قال الآتي[/U]
( الطلاق لا يجوز عندنا بعد النكاح (الزواج) والمصدر في الصورة
النكاح الزواج
أيها المخدوع الأشِر :
أيهما أفضل ؟ كلمة نكاح والتي تعترف بها مصادركم أيضاً ؟ أم كلمة مضاجعة التي يتجرعها كتابك في كل سفر وعدد وإصحاح؟
http://st-takla.org/Bibles/BibleSear...&adv42=&adv43=أيها المخدوع الأشر
إنجيل متى 7: 3 وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟
53) إنجيل متى 7: 4 أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟
54) إنجيل متى 7: 5 يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!