الذي يدعو للسخرية كما قلت أخي الحبيب هو أن يتحدث النصراني في علم الحديث لدى المسلمين وهو يؤمن بكتاب أسفاره كلها مقطوعة السند ومعظم مؤلفيها مجهولي الإسم والحال .. فلا وجه للمقارنة بين البايبل والأحاديث الضعيفة عندنا ! .. الأحاديث الضعيفة عندنا أحسن حالا من أسفار البايبل .. فما بالك بمقارنته بالأحاديث الصحيحة .. ثم ما بالك بمقارنته بالقرآن الكريم ..
ل حكم الشيخ الألباني على حديث إياس أم على حديث بهيسة الذي لم يتطرق إليه أصلا في هذا الموضع ؟!
فكلاهما أبو عيسى محمد الترمذي والشيخ الألباني حكما على حديث إياس بالصحة
وقوله في الباب أي في باب بيع الماء أحاديث عن جابر و بهيسة عن أبيهما و أبي هريرة و عائشة و أنس و عبد الله بن عمرو ولم يذكر أين توجد هذه الأحاديث ولم يذكر حكمها
فمنها الصحيح ومنها الضعيف
وحديث بهيسة المقصود هو نفسه الذي ضعفه الشيخ الألباني
وإلا فليخرج لنا النصراني حديث أخر عن بهيسة يتكلم عن منع الماء وبيعها
تخريج الشيخ الألباني كاملا في إرواء الغليل :
1552- ( حديث : " الناس شركاء في ثلاث : في الماء والكلأ والنار " رواه الخلال وابن ماجة من حديث ابن عباس وزاد فيه : " وثمنه حرام " ص 453 . ضعيف بهذا اللفظ والزيادة . أخرجه ابن ماجه ( 2472 ) عن عبد الله بن خراش بن حوشب الشيباني عن العوام بن حوشب عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " " المسلمون شركاء في ثلاث في الماء والكلأ والنار وثمنه حرام " . قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا من أجل ابن خراش هذا قال الحافظ : " ضعيف وأطلق عليه ابن عمار الكذب " . وقال البوصيري في " الزوائد " ( 153 / 1 ) . " هذا إسناد ضعيف عبد الله بن خراش ضعفه أبو زرعة والبخاري والنسائي وابن حبان وغيرهم وله شاهد من حديث بهيسة عن أبيها رواه أبو داود " . قلت : وهذا الشاهد ضعيف أيضا أخرجه أبو داود ( 3476 ) وعنه البيهقي ( 6 / 150 ) وأبو عبيد في " الأموال " ( 736 ) من طريق سيار بن منظور - رجل من بنى فزارة - ( زاد أبو داود : عن أبيه ) عن امرأة يقال لها بهيسة عن أبيها قالت : " استأذن أبي النبي صلى الله عليه وسلم فدخل بينه وبين قميصه فجعل يقبل ويلتزم ثم قال : يا نبي الله ما الشئ الذي لا يحل منعه ؟ قال : الماء قال : يا نبي الله ما الشئ الذي لا يحل منعه ؟ قال : الملح قال : يا نبى الله الذي لا يحل منعه ؟ قال : أن تفعل الخير خير لك " . قلت : وهذا سند ضعيف سيار بن منظور وبهيسة مجهولان لا يعرفان . وفي " التلخيص " ( 3 / 65 ) : " وأعله عبد الحق وابن القطان بأن بهيسة لا تعرف . لكنه ذكرها ابن حبان وغيره في " الصحابة " . قلت : لم يثبت لها الصحبة . والحافظ نفسه قد رد ذلك على ابن حبان في " التهذيب " فإنه بعد أن ذكر فيه قول ابن حبان بصحبتها عقب عليه بقوله : " وقال ابن القطان : قال عبد الحق : مجهولة . وهي كذلك " . وقال في " التقريب " : " لا تعرف ويقال إن لها صحبة " . ولو ثبت ذلك لها ففي الطريق إليها سيار بن منظور وهو مجهول كما قال عبد الحق أيضا . وإنما يصح في هذا الباب حديثان : الأول: قوله صلى الله عليه وسلم : " المسلمون شركاء في ثلاث : في الماء والكلأ والنار " . أخرجه أبو داود ( 3477 ) عن علي بن الجعد اللؤلؤي وعيسى بن يونس وأحمد ( 5 / 364 ) والبيهقي ( 6 / 150 ) عن ثور الشامي وهو وأبو عبيد ( 728 ) عن يزيد بن هارون وهو عن معاذ بن معاذ كلهم عن حريز بن عثمان ثنا أبو خداش عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم : " من المهاجرين " قال : " غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا اسمعه يقول . . . " . فذكره كلهم باللفظ المذكور سوى يزيد بن هارون وعند أبي عبيد وحده فإنه قال : " الناس " بدل " المسلمون " . قلت : وهو بهذا اللفظ شاذ لمخالفته للفظ الجماعة " المسلمون " فهو المحفوظ لأن مخرج الحديث واحد ورواية الجماعة أصح . ولقد وهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى فأورد الحديث في " بلوغ المرام " باللفظ الشاذ من رواية أحمد وأبي داود . ولا أصل له عندهما البتة فتنبه . ثم قال البيهقي : " وأبو خداش هو جهان بن زيد الشرعبي " . قلت : وهو ثقة وزعم بعضهم أن له صحبة . فالسند صحيح ولا يضره أن صحابيه لم يسم لأن الصحابة كلهم عدول عند أهل السنة لا سيما ! وفي رواية بعضهم أنه من المهاجرين كما تقدم . ( تنبيه ) : قد علمت أن الحديث عند الجميع من رواية أبي خداش عن الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . لكن رواه أبو نعيم في " معرفة الصحابة " في ترجمة أبي خداش ولم يذكر الرجل كما في " التلخيص " فأوهم أبو نعيم بذلك أن أبا خداش صحابي وقد رد ذلك الحافظ فقال عقب ما نقلته عنه : " وقد سئل أبو حاتم عنه فقال : أبو خداش لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم . وهو كما قال فقد سماه أبو داود في رواية " حبان بن زيد الشرعبي " وهو تابعي معروف " . يعني فهو ليس بصحابي ولا يعني ان الحديث مرسل كما فسر كلامه به المناوي في " فيض القدير " كيف وهو قد رواه - في جميع الطرق عنه - عن الرجل ؟ وهو صحابي كما عرفت . الحديث الثاني : قوله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث لا يمنعن : الماء والكلأ والنار " أخرجه ابن ماجه ( 2473 ) بإسناد صحيح كما قال الحافظ في " التلخيص " والبوصيري في " الزوائد " ( 153 / 1 ) .