السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقول ويكبيديا بشأن الالياذة :
الإلياذة هي ملحمة شعرية تحكي قصة حرب طروادة وتعتبر مع الأوديسا أهم ملحمة شعرية إغريقية للشاعر الأعمى هوميروس المشكوك في وجوده أو أنه شخص واحد الذي كتب الملحمة وتاريخ الملحمة يعود إلى القرن التاسع أو الثامن قبل الميلاد. وهي عبارة عن نص شعري. ويقال أنه كتبها مع ملحمته الأوديسأ. وقد جمعت أشعارها عام 700 ق.م. بعدة مائة عام من وفاته. وتروي قصة حصار مدينة طروادة عام 1200 ق.م. وتدور أحداث الإلياذة والأوديسا حول الآلهة البشر. وصورها في شكل ساخر وبين فيها أن البشر يتأثرون بالصلاة. ولهم إرادة حرة يصنعون من خلالها قراراتهم ويتحملون أخطاءهم. والملحمتان يكملان بعضهما.
وكلمة إلياذة هي كلمة ألليوس القسم القديم لمدينة طروادة. وتدور حول ملحمة المسيني أخيل الذي أبحر لطروادة من بلاد الإغريق لينتقم من باريس الذي قام بغواية هيلين زوجه الملك منيلاوس ملك أسبرطة ومن ثم هرب معها إلى طروادة، فقام الإغريق بتجريد حمله ضخمه للثأر بقيادة أجاممنون أخو منيلاوس، وقد هاجم جيش إمبراطور طروادة. والأوديسا تروي قصة الأمير الإغريقي أوديسيوس (أوليس)عند عودته من طروادة، والتي تعرض فيها للعديد من الأخطار مع طاقم سفينته. وكانت قصائد هوميروس من الأدب الشعبي وكانت تروى شفاهة وكانت تضم هاتين الملحمتين الطويلتين اللتين نسج على منوالهما الشعراء فيرجيل باللاتينية ودانتي بالإيطالية وميلتون بالإنجليزية ملاحمهم.
الالياذة والجانب الاخر للحرب :
إلى جانبي السرد والرسم كان للتحليل والتنبؤ موقع بارز في ملحمة هوميروس، وذلك بعد تصوره بأن الحرب تشمل العالم الإغريقي إلى جانب إلهاب الأنفس البشرية في تقلبها. بقدر ما أرادت الإلياذة من تخليد حرب طروادة، خلدت في نفوس الأدب والتعليم الإغريقي، بل صار لها أثر كبير على الأدب العالمي، لخصائصها المذكورة إلى جانب دورها في تمثيل الشرف والشجاعة، ولما تتمتع به من جمالية السرد الشعري، الذي اعتبرها الكاتب الإيطالي أليساندروا باريكو الوجه الآخر الجميل للحرب والمعبرة عن السلام. ويرى باريكو ضرورة إعادة قراءة الإلياذة في هذا العصر لما تكتظ به من حروب ومعارك واغتيالات وعنف و... الخ. ولم يحصر باريكو الإلياذة في زاوية الثناء على المحاربين والشجاعة، ولم يكتف بتعليقها كتحفة ممجدة على رف التاريخ فقط، بل رأى فيها ما يعكس القوة الناقلة لحجج المهزومين
الالياذة والرغبات الأنثوية :
واحدة من جمالية الإلياذة هي ربط الحرب بالرغبات الأنثوية، إذ تذكر في أكثر من مناسبة دور الأنثى ظاهرا ومستترا وعلاقتها مع الحرب والمقاتلين، كذكرها ذلك البطل الهارب من الحرب الذي يصطدم برغبات ثلاث إنسيات؛ دعوة أمه للصلاة، ورغبة هيلين للوقوف بجانبها عاطفيا، وأمنية أندروماك بالزواج والإنجاب. هذه الدقة في السرد تعد مكملة لحوادث الحرب الأساسية، إذ تعبر عن مدى تأثير العاطفة الأنثوية على الحرب، ولما للمرأة من صوت بارز. وهو تفصيل نادرا ما يتداوله الرواة والقاصون. تعد إلياذة هوميروس واحدة من معجزات التاريخ الأدبي، وأهم مكتسبات العطاء الثقافي. إذ استطاعت أن تفرض نفسها كواحدة من أهم كلاسيكيات الأدب العالمي، وكان لبلاغتها اللغوية دور بارز في إبراز جمالية أخرى من جمالها. وعلى رغم إساءة بعض المترجمين لعظمة بلاغة لغتها أو التركيز على الجانب العنفي في الملحمة، فإنها تظل المعجزة الأدبية الشاملة، التي تتناقل بأذهان الأدباء وأرباب التاريخ.
............................يتبع
تعليق الكاتب فى الموضوع :
نحن الان فى العام 2009 وقد تخلص العقل البشرى الى حد ما من فكرة الالهة المتعددة وصارت الامور اكثر منطقية ويحكمنا جميعا فكرة وجود علوم طبيعية وفيزيائية لكوننا بعضنا يؤمن بوجود اله واحد متحكم فى كل هذا وبعضنا يقول ان الصدفة هى الحقيقة المطلقة
لن نتدخل فى هذا الموضوع حاليا ولكن لنحكم بطريقة موضوعية على هذه القصة
حين قرأت القصة وجدت القصة تحتوى على قدر كبير من المتعه ولكن المتعه العقلية
وهوميروس ان كان مختلقا للقصة سواء حدثت او لم تحدث فهو شخص عبقرى ولا شك حيث ان ملحمته من اعظم الملاحم على الاطلاق ويبدو انها تحمل قدر من المصداقية حيث ان هذه الاحداث كلها وهذه الشخصيات كلها صعب ان يختلقها كاتب دون ان يكون لها جذور فى الحياه وعليه سنقول ان بعض احداث هاتين الملحمتين حقيقية والبعض الاخر مستلهم من وحى الخيال
حين نقرأ الالياذة نجدها تميل الى الواقعية والدراما
وحين نقرأ الاوديسا نجدها تميل الى الفانتازيا والخرافة
والكاتب واحد
والبطل اوديسيوس فى كل من القصتين
اذن هذه القصة لتمجيد اوديسيوس فى المقام الاول ثم يأتى بعده باقى ابطال الاغريق
الالياذة الالهة فيها مجرد معبود
الاوديسا الالهة ابطال فى احداث القصة ويتدخلون فى احداثها بشكل سافر
واتذكر ايه قرأنيه فى سورة البقرة
ان الذين امنو والذين هادو والنصارى والصابئين من امن بالله وباليوم الاخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
وقد تسألت حينها عن معنى الصابئين وعلمت انهم عبدة الملائكة التى تقوم بادارة مظاهر الطبيعية من سحاب وعواصف ورياح وانهار وبحار ....... الخ
وواضح ان الاغريق من هؤلاء فقد عبدوا مظاهر الطبيعة
فالناس فى مختلف العصور فيما عدا العصور التى بها انبياء او صالحين يدعون الى عبادة الله فى عصور ضعف الدين او انحدارة قد امنوا ايضا بوجود اله او الهة تتحكم فى هذه الطبيعة الجبارة ولهذا كانت الهة الاغريق
نعود للقصة وسنركز على شخصية البطل اوديسيوس
يتمتع اوديسيوس بقدر كبير من الذكاء وهو ملك على جزيرة ايثاكا
والملوك قديما هم افضل الشخصيات فى القرية او المملكة التى يملكونها و ان كان ملكهم لا يتعدى ضيعه كالموجودة الان ويكون مالكها مالكا لها بقوة اعوانه وهم فى نفس الوقت جنودة فى وقت الحرب
وعليه فقد خرج اوديسيوس باعوانه لمحاصرة طروادة بناء على استدعاء ملك الاغريق له تاركا خلفة زوجته وطفله الرضيع
خرج وهو يظن ان الن تتعدى ايام او شهور وتسقط طروادة امام جحافل الاغريق الجرارة التى خرج معها
ولكنه هو والاغريق لم يضعوا حسبانا لطول اسوار طروادة وكبر ارتفاعها الذى شكل حائل صعب لهم طيله عشرة سنوات كامله
عشرة سنوات استنفذت جيش اوديسيوس ولكم ان تتخيلو جيشا مقدارة خمسون رجلا على مدار عشرة سنوات ماذا يتبقى له
ففكرة انه عاد بجيشة وبسبب طمعهم فى الكنز الذى تحوية الجرة التى اهداها اله الرياح الى اوديسيوس كمبرر لقتلهم فى القصة فكرة خياليه مفرطة
لكن الحقيقة ان اوديسيوس فقد جيشة فى حرب العشرة سنوات فعلا
ونتيجة لذلك احس اوديسيوس بالضياع الذى يحيط به كيف يسترد ملكه اذا ما انهت الحرب اوزارها وقرر الاغريق الانسحاب او سقطت طروادة كيف يتمكن من العودة الى جزيرته ايثاكا فى وسط هذا الكم من الطامعون وهو اعذل بدون جيش
تملكه الخوف طويلا عبد الالهة قدر ما يستطيع حتى تلهمه بفكرة ولم تفعل الالهة شيئا
عشر سنوات كل يوم يستيقظون على اصوات القتلى والجرحى نتيجة العمليات الفدائية التى يقوم بها اهل طروادة المحبوسون داخل اسوار مديتهم ويريدون ان تنقشع غمه الجيش الاغريقى عنهم حتى يستمتعوا بصيد البحر فالاسوار اصبحت للطرواديين بمثابة السجن حتى لو توفرت لهم كافة مظاهر الحياه داخل هذه الاسوار
عشر سنوات يعبدون الالهة وما من امل وامبراطور الاغريق كلما مر يوم كلما زاد اصرارة على تحقيق نتيجة كيف يرجع مانيا بالهزيمة وهو وسط كل هذه الجيوش ولم يحقق النصر
الخوف ذلك المارد الذى يقبع داخل النفس البشرية ويحيلها الى الانتحار او يحيلها الى الانفجار
وهنا انفجر اوديسيوس على نفسه وعلى الهته وحرر نفسه من خوفة
وفطن ان له عقل لا بد من استخدامه كمحاولة اخيرة للحياة واسترداد ملكه
هنا فكر اوديسيوس فيما يجمع الاعداء والاصدقاء
وجد ان ما يجمعهم هو عبادتهم للالهة
وكان الطرواديون بحكم ان مدينتهم على البحر يعبدون اله البحر نبتون او بوسيدون حسب المسميات المختلفه له حسب كل ثقافه
ويرمز لاله البحر بانه يمتطى حصان البحر تلك الاسطورة التى لم تخل منها الروايات والاساطير العربية كسيرة المهلهل بن ابى ربيعه
او الزير سالم
وعليه نقرت الفكرة ابواب عقل اوديسيوس وتدبرها جيدا وناقشها مع قائد الاغريق اجاممنون كوسيلة اخيرة لتحقيق النصر وواضح ان اجامننون لم يكن لديه ما يخسرة فقد خسر خسارة فادحة طيله العشرة سنوات فاقر اوديسيوس على فكرته وتم بناء حصان خشبى كبير ووضع فيه قوات انتحاريه بداخله
وسار بالجيش فى خطة انسحاب معلنه امام الجميع فى صباح اليوم مسيرة نصف يوم حتى غاب عن انظار الطرواديين وخرجوا يتلمسون اخبار الجيش المنسحب
فوجدوا الحصان وحوله جثث قد تركت لتتعفن كى يبدو انه تفشى بينهم مرض الطاعون
وفى هذه الاثناء خرج الطروادييون فرحين بانكشاف الغمة ووجدوا الحصان وحوله الجثث فظنوا ان اله البحر قد انقذهم بان افشى مرض الطاعون بين الجنود ووجدوا التمثال فظنوة هديه اله البحر اليهم او انه معبود للاغريق قد تركوه ولم يستطيعوا حمله فاخذوة على سبيل التذكار والعبادة فرحين بانسحاب الاغريق واغلقوا الابواب عليهم ولم يفطنوا للخدعه الرهيبة
وعند الغروب امر اجاممنون بناء على فكرة اوديسيوس جيشة بالرجوع فوصلوا على خيوط الفجر وكان الطرواديين قد ناموا لاول مرة ملىء جفونهم بعد ان سكروا وعربدوا ابتهاجا بالنصر منذ عشر سنوات وحتى ان حصل شىء فالاسوار التى حمتهم طيله العشرة سنوات مازالت تحيط بهم
ولكن لم يضعوا فى الحسبان وجود الحصان الخشبى داخل اسوارهم
وعليه خرج الانتحاريون مع خيوط الفجر وقتلوا من على الابواب وفتحوا الابواب للجيش الذى كان قد وصل بالفعل لابواب المدينه مع خيوط الفجر وسقطت طروادة
لقد حقق اوديسيوس بفكرته ما عجزت عنه جحافل الاغريق الغفيرة القوية
وهنا ايقن انه بعقله يستطيع ان يسترد ملكه مهما كانت الاخطار
ولكن كيف يتأتى له ذلك وقد فقد جيشة وكيف يبرر لسكان مملكته فقدانه لجيشة بالكامل
وتبرز فى عقله الفكرة لقد لعب بفكرة الاله وانتصر بها
فلماذا لا يكرر الكرة
لماذا لا يلعب بالالهة مرة اخرى كى يستعيد ملكه ؟
يركب اوديسيوس مع اى مركب من مراكب الملوك اصدقائه العائدين لممالكهم بعيدا عن موطنه ويغيب فى ضيافة احدهم فترة من الوقت حتى تنقطع اخبارة عن الجميع فى ظل وصول صيته بانه صاحب الانتصار فى حرب طروادة نتيجة ما فعل
وبعد برهة يعود عائدا الى جزيرته برفقة مركب للصيد وهو يخفى هويته وقد تغيرت ملامحة ولم تكن فى تلك الفترة من وسائل تصوير او كاميرات فيديو او شرائط حتى على مدار عشرة سنوات واكثر لكى يحتفظ اهل الجزيرة بمنظر ملكهم ناهيك عن تربيته للحيته او ما اصابه من ندبات نتيجة الحرب وتغير ملامحة طيله عشرة سنوات
يرجع اوديسيوس الى جزيرته ولا يدركة احد منها ويرى الطامعون وقد تحينوا الفرصه للانقضاض على ملكه وسبيلهم الزواج من زوجته التى اخذت تماطل طيله هذه السنوات املا فى عودة زوجها حتى استبد بها اليأس
يطلق اوديسيوس على نفسه اسما اخر وليكن هوميروس ويبدأ فى التغنى بامجاد طروادة ويقول ان الالهة هى التى تنبئه بما حدث وان اوديسيوس حى يرزق وان الالهة تعاقبه نتيجة تمردة عليها لانها لم تقف معه فى نصرة الذى حققة بنفسه
تظهر شخصية اوديسيوس ككابوس على افكار الطامعين فى ملكه وفى نفس الوقت نتيجة مخاوفهم يستجيبون لمطالب زوجته فى تأخير اعلان قبولها للزوج حتى تنتهى من غزل سجادتها المزعومة
كل يوم تكبر شخصية اوديسيوس نتيجة اخبارة عن قتاله للالهة وقتله للوحش الاسطورى العملاق ذو العين الواحدة والحيه ذات السبعه رؤوس وعرائس البحر الخ من الروايات المزعومة التى كلها حبكة خياليه رهيبة لينتهى بخبر خيانه محاربية له وفتحهم لجرة الرياح وبناء عليه ماتوا دون ان يكون لاوديسيوس يد فى ذلك وبهذا يتخلص من فكرة كراهيته بسبب فقدانه لجيشة بل على العكس سينظرون له على انه كان يخشى عليهم من ان يفتحوا الجرة وانباء حيلته وذكاءة فى عيون اعداءة الطامعين وفى عيون شعبة الذى يفخر بان ملكه بهذا القدر من القوة والذكاء
وحين يتحرر اعداءة من خوفهم ويبدأون فى مطالبه الزوجة جديا بالتفكر فى الزواج من احدهم
تعد لهم وليمه وتسكرهم ويكشف اوديسيوس عن نفسه ويقوم هو و ابنه بذبحهم وهم سكارى مخدرون او نيام ويحلق لحيته ويرتدى بزته الحربية ويرجع اوديسيوس للحياه مرة اخرى وتتلاشى شخصية هوميروس ويعود اوديسيوس لملكه ملكا متوجا
اترون هذا الذكاء الرهيب الذى قام به اوديسيوس حين لعب بفكرة الالهة
هل تعلمون ان هذه اللعبة يلعبون بها دائما للسيطرة على الشعوب
الامثله عديدة فى التاريخ والقرأن ضرب العديد من الامثال للاستخفاف بعقول الشعوب
النمرود
فرعون
ابليس وتعامله مع البشر
واخيرا وليس بأخرا
عبده المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى امه السلام
لتوضيح كيف استغلت نفس فكرة الاوديسا فى استخفاف بنو اسرائيل انفسهم وتغير دينهم لدين وليد تمهيدا لاستغلالهم فيما بعد تابعونا
فى حلقات اخرى بأذن الله سنوضح كيف كان التاريخ دوما مثارا لمثل هذه اللعبة وحتى يحين اللقاء استودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته