إن عقيد الثالوث هي من أعجب العقائد التي لا يمكن فهمها أو تصورها في المسيحية ولا يمكن للعقل تقبلها معرفيا فما هو اساس هذا الثالوث وما معنى الأقانيم الثلاثة ؟ ولماذا هي ثلاثة وليست أكثر ؟ ومن أين تسربت هذه التصورات ؟ وهل عرفتها المسيحية الأولى قبل مجمع نيقة ؟ وما هو الأساس الذي تشكله في البنية العامة للمنهج العقائدي المسيحي ؟ ثم كيف حل اللاهوت في الناسوت ؟ وكيف عرفتم أن اللاهوت قد حل في الناسوت ؟ من اخبركم بذلك ؟ ولماذا يحل على هذه الصورة ولا يحل بصورة أخرى ؟ ثم من هو الذي مات على الصليب هل هو الناسوت أم اللاهوت أم الأثنين معا .؟ واذا كان الذي مات على الخشبة هو الناسوت فأين ذهب اللاهوت .؟ وكيف عرفتم أن الذي مات هو الناسوت وليس اللاهوت ؟
ماهي عقيدة الثالوث
يقولون إن الله واحد في ثلاثة ، أو ثلاثة في واحد ، فهم لا يدرون أهو واحد أم ثلاثة ؟ كيف يكون الواحد في ثلاثة أو الثلاثة في واحد ؟، وحول هذا المعنى يلتوون في إجاباتهم، ؛ فإذا سألت أياً منهم هل تعبد إله واحد أم آلهة متعددة ؟ سيجيبك : بل أعبد إله واحدا وأؤمن بإله واحد فقانون الإيمان المسيحي عندنا يقول نؤمن بإله واحد. وإذا قلت له : من هو هذا الإله الواحد؟
سيجيبك : الله(الأب) + الله (الابن) + الله( الروح القدس)، فتقول له : كيف يكون هؤلاء ثلاثة آلهة وأنت قلت أنك تعبد إله واحد ؟ سيجيبك : هؤلاء ثلاثة ولكنهم واحد.
و عندما تسأله هل تفهم التثليث أم تؤمن به يقول لك الإثنين معا فإذا طلبت منه شرح التثليث يتهرب بحجة انك لن تفهم بدون أن تؤمن . يجب ان تؤمن والرب عند ذلك يفيض على قلبك الفهم ونور المعرفة لتفهم هذه الأحجية .
قاموس الكتاب المقدس يقول : هو إله واحد الأب والابن والروح القدس ، جوهر (ذات) واحد متساوون في القدرة والمجد.
هذه هي عقيدة التثليث عند النصارى ، والتي تخالف الحس والعقل معاً، وبسبب ذلك جعلوها سراً غيبيا ًمن ضمن مجموعة أسرار غيبية ، والحقيقة أن كثيرين من النصارى يخفون بداخلهم الريبة والشك من هذه العقيدة ذات الفلسفة العجيبة التي يرفضها المنطق ، ولكن النصارى يحاولون تقريب الثالوث بضرب الأمثلة التي نتج عنها تصورات مختلفة ومتناقضة ومع ذلك لم يصلوا إلى إقناع أنفسهم فضلاً عن إقناع غيرهم
وعندهم :
) الثالوث كالروح والماء والدم:
يقول إنجيل يوحنا : ” والروح هو الذي يشهد لأن الروح هو الحق فإن الذين يشهدون هم ثلاثة ( الروح والماء والدم ) والثلاثة متفقون”
ولكن هذا المقطع قد أزيل من الكتاب المقدس وتم وضع نص آخر بدلا منه لتقويه عقيدة التثليث.والنص المضاف لن تجده فى النسخه القياسيه أو نسخة الملك جيمس ولكن تجده فى هامش الكتاب ومكتوب بجانبه ما يوجد بالهامش هو للتوضيح فقط وليس من أصل الكتاب ولكن بفعل فاعل تم تحريك النص من الهامش إلى أصل الكتاب.
( فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد).
وبهذا النص تم تقوية وإعتماد عقيدة التثليث الضعيفه حيث أن النص الوحيد الذى ذكر الثلاثه الآب والإبن والروح القدس كان فى إنجيل متى.
( فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.) ولم يذكر أن الثلاثه إله أو أن الثلاثه هم واحد لذلك وجد من وضع النص المضاف بغيته وضالته المنشوده فى هذا الهامش فأضافه للنص.
يقول (كانت) في كتابه الإيمان في حدود العقل : ” الأب ، والابن، والروح القدس ، ثلاث صفات أساسية في اللاهوت ،وهي القدرة والحكمة والمحبة ، أو ثلاث فواعل هي : الخلق والحفظ و الضبط”هنا كانت يجعلها صفات ليقرب التصور أو ليخرجه من سياقه الدلالي لأن عقله وهو الفليسوف الكبير لا يقبل هذا المنطق العجيب للتصور المسيحي .
والبعض يشبهها بالشجرة فإن لها أصل وهي الجذور والساق والورق.
ومرة يشبهونها بالشمس المكونة من جرم وأنها تنير الأرض وتدفئها.
وتوما يقول إن الله يتكون من ثلاثة أقانيم (أي ثلاثة عناصر أو أجزاء) : الذات، والنطق ، والحياة ؛ فالله موجود بذاته ، ناطق بكلمته، وحي بروحه، وكل خاصية من هذه الخواص تعطيه وصفاً معيناً ، فإذا تجلى الله بصفته ذاتاً سمي الأب وإذا نطق فهو الابن ، وإذا ظهر كحياة فهو الروح القدس”.
ولكن القساوسة يعترضون حتى على هذا التخريج فيقولون :
” إن تسمية الثالوث باسم الأب والابن والروح القدس تعتبر أعماقاً إلهية وأسراراً سماوية لا يجوز لنا أن نتفلسف في تفكيكها وتحليلها الى أنساق معرفية ، ونلصق بها أفكاراً من عندنا “،إن الثالوث سر يصعب فهمه وإدراكه ، وإن من يحاول إدراك سر الثالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كلها في كفه!
ويرى اوغسطين فيلسوف المسيحية أن الإنسان خلق على صورة الله ، فكما أن الله مثلث الأقانيم كذلك فإن الإنسان مكون من ثلاثة عناصر ، فالإنسان بذاته كائن على صورة الله ومثاله، وناطق على صورة الله ومثاله، وحي على صورة الله ومثاله.
هكذا حتى فلاسفتهم يتخبطون فيجعلون الأقانيم الثلاثة وهي أشخاص ثلاثة ، صفات فهم يحولون الأشخاص إلى صفات لجوهر واحد وهو الإله.
“والحقيقة إن فلسفة التثليث عضو غريب أ ُدخل إلى جسد المسيحية المريض ، فإذا به يزيد الجسد اعتلالاً ويبعث فيه بدل الانتظام والصحة ، فوضى واضطراب ، ليصبح علة وعالة عليه، يحمله الجسد العليل ، فينوء بحمله ، فلا هو ملفوظ منه ، ولا هو مقبول فيه.
النص الذي يعتمد عليه المسيحيون في التثليث هو النص الذي الوحيد الذي جاء عند متى
والسؤال هنا ؛ لماذا متّى وحده قد تفرد بذكر هذه الحقيقة دون سائر كتبة الأناجيل الأخرى فكيف يتفرد متّى بهذه العقيدة التي لا تقبل مسيحية أي نصراني إلا بها ؟
” لماذا لم ينقل إلينا كل من مرقس ولوقا ويوحنا هذا القول عن المسيح إن كان صدر منه حقاً ؟! وهم الذين ذكروا من الأمور ما هو أتفه وأقل قيمة ًوقدراً من هذا الركن الأساسي في الإيمان ؟ أتراهم لم يسمعوا بهذا القول عن المسيح ، من أجل ذلك لم يذكروه أو يدونوه في أناجيلهم التي ألفوها ؟! أم أنهم خانوا أمانة النقل ؟! أم أن المسيح لم يقل بهذا القول ، و الذي ذكره متّى كان غرض من أغراضه ، فنسبها إلى المسيح u حتى تسود وتأخذ طابع القدسية ؟؟
أصل فكرة الثالوث في المسيحية :
“وبنظرة تاريخية سريعة على القرون الأولى للمسيحية ترينا أن النصرانية كانت بين شقي الرحى ، بين اضطهاد اليهود ، واضطهاد الوثنية الرومانية ، وفي سنة 325م كانت القسطنطينية قاعدة الدولة الرومانية الشرقية ، ولما كان أغلب رعايا الإمبراطور قسطنطين من المسيحيين ، وكان أغلب الوثنيين في حوزة روما في الغرب ، فلكي يقوّي مركزه قرب المسيحيين إليه ، ولكن لما كانوا هم أنفسهم مختلفين حول المسيح فقد دعاهم إلى عقد مجمع لحسم هذه الخلافات العقائدية التي كان لها أثرها على إشاعة عدم الاستقرار في إمبراطوريته لذلك عقد مجمع نيقيّة سنة 325 وقد حضره(2048) أسقفاً من جميع أنحاء العالم وذلك لتحديد من هو المسيح ، فتناظر المجتمعون وقرر(1731) من الأساقفة المجتمعين وعلى رأسهم (آريوس) أن المسيح إنسان ،
ولكن (أثناسيوس)الذي كان شماساً بكنيسة الإسكندرية انتهز هذه الفرصة فأراد أن يتقرب إلى قسطنطين الوثني فأعلن أن المسيح هو الإلة المتجسد ، وتبعه في ذلك الرأي (317)عضواً ومال قسطنطين الذي كان ما يزال على وثنيته إلى رأي (أثناسيوس) لما فيه من عقيدة وثنية تؤمن بتجسيد الآلهة ونـزولها من السماء ، فأقر مقالة (أثناسيوس) وطرد الأساقفة الموحدين وعلى رأسهم (آريوس) ، وأخطر من هذا أنه قضى بحبس الكتاب المقدس فلا يسمح بتداوله بين الناس ، وان يقتصر تعليم الدين على ما يقوم القساوسة بتلقينه للناس .
وبهذا “سيكون من قبيل الجهد الضائع محاولة العثور على حكمة واحدة أو وحي أو أية رسالة مرفوعة إلى يسوع المسيح بلغته الخاصة ، ويجب أن يتحمل مجمع نيقيه إلى الأبد مسئولية ضياع الإنجيل بلغته الآرمية الأصلية” وقد خرجت من مجمع نيقية قرارات اعتبرت مع قرارات مجمع آخر عقد عام 381م هو مجمع القسطنطينية ” والذي حضره (150)أسقفاً وقد كان حصيلة هذا المجمع الصغير أن الروح القدس هو إله من جوهر الله “،
وبهذين المجمعين اكتملت عقيدة التثليث عند النصارى؛ فالتثليث المسيحي لم يكن معروفاً إلى سنة 325م حيث عقد مؤتمر نيقية ، ولم يعترف المؤتمر إلا بالأب والابن ،ثم أدخلوا الروح القدس عام 381 م في مجمع القسطنطينية كما سبق ،” وقد جاء التثليث بالتصويت في المجامع -تصويت مصحوب بالتهديد والوعيد- تصويت على حل وسط .
تطابق عقيدة الثالوث المسيحي مع معظم الوثنيات القديمة :
ولكي يتم التأكد من أن أصل عقيدة التثليث عند المسيحيين أنها منقولة برمتها من عقيدة الوثنيين التي كانت سائدة في ذلك العصر منها على سبيل المثال عقيدة الهنود القدماء في الشمس ، إله واحد ضابط الكل ، خالق السماوات والأرض ، وبابنه الوحيد آتي (أي النار) نور من نور ، مولود غير مخلوق ، تجسد من فايو (أي الروح) في بطن مايا (أي العذراء).
ونؤمن( بفايو )الروح الحي ، المنبثق من الأب والابن الذي هو مع الأب والابن يسجد له ويمجد “.
وهكذا نجد أن الثالوث الهندي القديم هو:
1) سافستري : الشمس ( أي الأب السماوي).
2) آتي : أي الابن وهو النار المنبثقة من الشمس .
3) فايو : نفخة الهواء (أي الروح).
و نظره سريعه على قانون الإيمان المسيحى نرى أن :
ينص قانون الإيمان المسيحي على التالي : ” نؤمن بإله واحد،وأب ضابط الكل،خالق السماوات والأرض ، كل ما يرى ولا يرى ، وبرب واحد ، يسوع المسيح ابن الله الوحيد ، المولود من الأب قبل كل الدهور ، نور من نور إله ، حق من إله حق ، مولود غير مخلوق ، مساوٍ للأب في الجوهر الذي به كان كل شيء ، الذي من أصلنا نحن البشر ، ومن أجل خلاص نفوسنا نـزل من السماء ، وتجسد من الروح القدس ، ومن مريم العذراء ، وتأنّس (صار إنساناً) وصلب في عهد (بيلاطس) البنطي ، وتألم ، وقبر ، وقام من بين الأموات في اليوم الثالث ، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الأب ، وأيضاً أتى في مجده ليدين الأحياء والأموات ، الذي ليس لملكه انقضاء”،
هناك ثالوث عند قدماء المصريين أشهرها “أوزيريس” وهو الإله الآب و”إيزيس”وهي الإله الأم و”حورس”وهو الإله الابن، وقد عبد هذا الثالوث.
وهناك الثالوث البرهمي في الهند، وأشهر وأعظم عبادتهم اللاهوتية هي التثليث، وهذا الثالوث هو (برهمة – فشنو -سيفا) ثلاثة أقانيم في واحد:
فالرب :برهمة
والمخلص :فشنو
والمهلك :سيف
ا
وهناك ثالوث بوذي،انتشر في الهند والصين واليابان ويسمى مجموعهم الإله “فو”،
وأيضاً الثالوث الروماني ويتكون هذا الإله من “الله- الكلمة- الروح”.
إذن فليست عقيدة التثليث في المسيحية إلا فكر وثني عاش في خلد الوثنيات القديمة ، وبالمقارنة بين الثالوث المسيحي والثالوث الفارسي يتضح لنا مدى التشابه الكبير بينها كذلك .
وانظر مدى التشابه هنا
ولد حورس في 25 ديسمبر
الشرق كانت ولادته مصاحبة لنجمة في.
عند ولادته كان محبباً من ثلاثة ملوك.
تقلّد الحكم في سن الـ30 له 12 من أتباعه يجوب بهم الأرض وله معجزاته مثل شفاء المرضى والمشي على الماء.
- كانت له العديد من الأسماء
الصدق، النور، خروف الله، ابن الله المبارك وغيرها من الأسماء ..
على خشبه ثم مات وقبر ثم قام من القبر بعد ثلاثة أيام والتقى بتلاميذه ثم صعد الى السماء وسيعود الى الأرض قبل نهاية العالم
ميثرا
ولد في 25 ديسمبر.
لديه 12 من أتباعه.
بُعث من جديد بعد موته.
كان يسمى بـ النور وغيره من الأسماء.
الناظر لموضوع الثالوث يجدة فكرة وثنية على مر العصورد
فثالوث القدماء المصرين
((أوزوريس وحورس وإيزيس))
لا يختلف عن ثالوث الهندوسية
((براهما وشيفا وفيشنو ))
لا يختلف عن ثالوث الزرادشتية (المجوسية)
((أهورامزدا وميثرا وأبام نبت)))
لا يختلف عن ثالوث المسيحية الحالية
((الأب والإبن والروح القدس)
[ المائدة:77 ]
[ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ ]
جزاكم الله كل الخير