www.nooralhoda.7abibomri.com
منتديات نور الهدي حبيب عمري ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه

فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله
ونرجوا أن تفيد وتستفيد منا

وشكراً لتعطيرك المنتدى بباقتك الرائعة من مشاركات مستقبلية
لك منا أجمل المنى وأزكى التحيات والمحبة
www.nooralhoda.7abibomri.com
منتديات نور الهدي حبيب عمري ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه

فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله
ونرجوا أن تفيد وتستفيد منا

وشكراً لتعطيرك المنتدى بباقتك الرائعة من مشاركات مستقبلية
لك منا أجمل المنى وأزكى التحيات والمحبة
www.nooralhoda.7abibomri.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.nooralhoda.7abibomri.com


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وإذا بدلنا آية مكان آية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المشرف العام
Admin


عدد المساهمات : 376
تاريخ التسجيل : 02/02/2010

وإذا بدلنا آية مكان آية Empty
مُساهمةموضوع: وإذا بدلنا آية مكان آية   وإذا بدلنا آية مكان آية Emptyالإثنين فبراير 22 2010, 08:56

وإذا بدلنا آية مكان آية



النَّحْل آية رقم : 101
{ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ }

قوله : ( بدلنا ) ومنها : أبدلت واستبدلت ، أي : رفعتُ آية وطرحتُها . وجئت بأخرى بدلاً منها ، وقد تدخل الباء على الشيء المتروك ، كما في قوله تعالى :
{أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ..... البَقَرَة آية رقم : 61}

أي : تتركون ما هو خير ، وتستبدلون به ما هو أدنى .

وما معنى الآية ؟ كلمة آية لها معان متعددة ومنها :

ــ الشيء العجيب الذي يُلفت الأنظار ، ويبهر العقول ، كما نقول : هذا آية في الجمال ، أو في الشجاعة ، أو في الذكاء ، أي : وصل فيه إلى حَدٌّ يدعو إلى التعجُّب والانبهار .

ــ ومنها الآيات الكونية ، حينما تتأمل في كون الله من حولك تجد آيات تدلُّ على إبداع الخالق سبحانه وعجيب صنعته ، وتجد تناسقاً وانسجاماً بين هذه الآيات الكونية .

يقول تعالى عن هذا النوع من الآيات :

ومِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ والنَّهَارُ والشَّمْسُ والقَمَرُ ... فُصِّلَت ... آية رقم : 37
ومِن آيَاتِهِ الجَوَارِ فِي البَحْرِ كَالأَعْلاَمِ ..... الشُّورَى آية رقم : 32

ونلاحظ أن هذه الآيات الكونية ثابتة دائماً لا تتبدل ، كما قال الحق تبارك وتعالى :
{ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً .... الفَتْحُ .... آية رقم : 23 }

ــ ومن معاني الآية : المعجزة ، وهي الأمر العجيب الخارق للعادة ، وتأتي المعجزة على أيدي الأنبياء لتكون حجة لهم ، ودليلاً على صدق ما جاءوا به من عند الله .

ونلاحظ في هذا النوع من الآيات أنه يتبدل ويتغير من نبي لآخر ؛ لأن المعجزة لا يكون لها أثرها إلا إذا كان في شيء نبغ فيه القوم ؛ لأن هذا هو مجال الإعجاز ، فلو أتيناهم بمعجزة في مجال لا علم لهم به لقالوا : لو أن لنا علماً بهذا لأتينا بمثله ؛ لذلك تأتي المعجزة فيما نبغوا فيه ، وعَلموه جيداً حتى اشتهروا به .

فلما نبغ قوم موسى عليه السلام في السحر كانت معجزته من نوع السحر الذي يتحدى سحرهم ، فلما جاء عيسى ـ عليه السلام ـ ونبغ قومه من الطب والحكمة كانت معجزته من نفس النوع ، فكان ـ عليه السلام ـ يبريء الأكمه والأبرص ويحي الموتى بإذن الله .

فلما بُعِث محمد صلى الله عليه وسلم ونبغ قومه في البلاغة والفصاحة والبيان ، وكانوا يقيمون لها الأسواق ، ويُعلقون قصائدهم على أستار الكعبة اعتزازاً بها ، فكان لا بُدَّ أن يتحداهم بمعجزة من جنس ما نبغوا فيه وهي القرآن الكريم ، وهكذا تتبدل المعجزات لتناسب كل منها حال القوم ، وتتحدّاهم بما اشتهروا به ، لتكون أدْعى للتصديق واثبت ااحجة .

ــ ومن معاني كلمة آية : آيات القرآن الكريم التي نُسمّها حاملة الأحكام ، فإذا كانت الآية هي الأمر العجيب ، فما وجهة العجب في آيات القرآن ؟

وجه العجب في آيات القرآن أن تجد هذه الآيات في أمة أمية ، وأنزلت على نبي أميٌّ في قوم من البدو الرُّحل الذين لا يجيدون شيئاً غير صناعة القول والكلام الفصيح ، ثم تجد هذه الآيات تحمل من القوانين والأحكام والآداب ما يُرهب أقوى حضارتين معاصرتين ـ هما حضارة فارس في الشرق ، وحضارة الرومان في الغرب ، فنراهم يتطلعون للإسلام ، ويبتغون في أحكامه ما ينقذهم ، أليس هذا عجيباً ؟

وهذا النوع الأخير من الايات التي هي آيات الكتاب الكريم ، والتي نُسمّيها حاملة الأحكام ، هل تتبدل هي الأخرى كسابقتها ؟

نقول : آيات الكتاب لا تتبدل ؛ لأن أحكام الله المطلوبة مِمَّن عاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم كالأحكام المطلوبة مِمَّن تقوم عليه الساعة .

وقد سُبق الإسلام باليهودية والمسيحية ، فعندما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة . اعترض على ذلك اليهود وقالوا : ما بال محمد لا يثبت على حال ، فأمر بالشيء اليوم ، ويأمر بخلافة غداً ، فإن كان البيت الصحيح هو الكعبة فصلاتكم لبيت المقدس باطلة ، وإن كان بيت المقدس هو الصحيح فصلاتكم للكعبة باطلة .

لذلك قال الحق تبارك وتعالى :
{ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ ... 106 النحل }
فالمراد بقول الحق سبحانه :
{ آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ... 101 النحل }

أي : جئنا بآية تدل على حكم يخالف ما جاء في التوراة ، فقد كان استقبال الكعبة في القرآن بدل استقبال بيت المقدس في التوراة .

وقوله : { وَاللَّهُ أَعْلَمُ بمَا يُنَزِّلُ ... 101 النحل }

أي : يُنزل كا آية حسب ظروفها : أمة وبيئة ومكاناً وزماناً .

وقوله : { قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ ... 106 النحل }

أي : أتهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكذب المتعمد ، وأن هذا التحويل من عنده ، وليس وحياً من الله تعالى ؛ لأن أحكام الله لا تتناقض .

ونقول : نعم أحكام الله سبحانه وتعالى لا تتناقض في الدين الواحد ، أما إذا أختلفت الأديان فلا مانع من اختلاف الأحكام .

إذن فآيات القرآن الكريم لا تتبدل ، ولكن يحدث فيها نسخ ، كما قال الحق تبارك وتعالى :

البَقَرَة.... آية رقم : 106 {{ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}}

وإليك أمثله للنسخ في القرآن :

حينما قال الحق سبحانه
التَّغَابُن.... آية رقم : 16 {{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم }}
جعل الاستطاعة ميزاناً للعمل ، فالمشرع سبحانه حين يرى أن الاستطاعة لا تكفي يُخفف عنا الحكم ، حتى لا يُكفلنا فوق طاقتنا ، كما في صيالم المريض والمسافر مثلاً ، وقد قال تعالى :
البَقَرَة.... آية رقم : 286 {{ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا }}

الطَّلاقُ..... آية رقم : 7 {{ لا يِكُلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آَتَاهَا }}

فليس لنا بعد ذلك أن نلوي الآيات ونقول : إن الحكم الفلاني لم تعد النفس تُطيقه ولم يعد في وسعنا ، فالحق سبحانه هو الذي يعلم الوسع ويُكلف على قدره ، فإن كان قد كلف فقد علم الوسع ، بدليل أنه سبحانه إذا وجد مشقة خفف عنكم من تلقاء نفسه سبحانه ، كما قال تعالى :

الأنفال ... آية رقم : 66 {{ الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ...}}

ففي بداية الإسلام حيث شجاعة المسلمين وقوتهم ، قال تعالى :
الأَنْفَال...... آية رقم : 65 {{ إِن يَّكُن مِّنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ }}
أي : نسبة واحد إلى عشرة ، فحينما علم الحق سبحانه فيهم ضعفاً ، قال :

{ الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبون مائتين } الأنفال 66

أي : نسبة واحد إلى أثنين . فالله تعالى هو الذي يعلم حقيقة وسعنا ، ويكلفنا بما نقدر عليه ، ويُخفف عنا الحاجة إلى التخفيف ، فلا يصح أن نقحم أنفسنا في هذه القضية ، ونقدر نحن الوسع بأهوائنا .

ومن أمثلة النسخ أن العرب كانوا قديماً لا يعطون الآباء شيئاً من المال على أعتبار أن الواد مُنْتهٍ ذاهب ، ويجعلون الحظ كله للأبناء على أعتبار أنهم المقبلون على الحياة .

وحينما أراد الحق سبحانه أن يجعل نصيباً للوالدين جعلها وصية فقال :

البَقَرَة... آية رقم : 180 { كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الوَصِيَّةُ لِلوَالِدَيْنِ ..... }
فلما استقر الإيمان في النفوس جعلها ميراثاً ثابتاً ، وغير الحكم من الوصية إلى خير منها وهو الميراث ، فقال تعالى :
النِّسَاء.... آية رقم : 11 { وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ ... }
لإذن : الحق تبارك وتعالى حينما يغير آية ينسخها بأفضل منها .

وهذا واضح في تحريم الخمر مثلاً ، حيث نرى هذا التدريج المحكم الذي يراعي طبيعة النفس البشرية ، وأن هذا الأمر من العادات التي تمكنت من النفوس ، ولا بد لها من هذا التدرج ن فهذا ليس أمراً عقيدياً يحتاج إلى حكم قاطع لا جدال فيه .

فانظر إلى هذا التدريج في تحريم الخمر : قال تعالى :
النَّحْل.... آية رقم : 67 { وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ... }

أهل التزوق والفهم عن الله حينما سمعوا هذه الآية قالوا : لقد بيت الله للخمر أمراً في هذه الآية ؛ ذلك لأنه وصف الرزق بأنه حسن ، وسكت عن السَّكَر فلم يصفه بالحُسْن ، فدل ذلك على أن الخمر سيأتي فيه كلام فيما بعد .

وحينما سُئل صلى الله عليه وسلم عن الخمر رد القرآن عليهم :


البَقَرَة.... آية رقم : 219 { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ...}

جاء هذا على سبيل النصح والإرشاد ، لا على سبيل الحكم والتشريع ، فعلى كل مؤمن يثق بكلام ربه أن يرى له مخرجاًَ من أسر هذه العادة السيئة .

ثم لُوحظ أن بعض الناس يُصلي وهو مخمور ، حتى قال بعضهم في صلاته : أعبد ما تعبدون .. فجاء الحكم :

النِّسَاء....آية رقم : 43 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ... }

ومقتضى هذا الحكم أن يصرفهم عن الخمر معظم الوقت ، فلا تتأتى لهم الصلاة دون سُكر إلا إذا امتنعوا عنها قبل الصلاة بوقت كاف ، وهكذا عودهم على تركها معظم الوقت ، كما يحدث الآن مع الطبيب الذي يعالج مريضه من التدخين مثلاً ، فينصحه بتقليل الكمية تدريجياً حتى يتمكن من التغلب على هذه العادة .

وبذلك وصل الشارع الحكيم سبحانه بالنفوس إلى مرحلة ألفت فيها ترك الخمر ، وبدأت تنصرف عنها ، وأصبحت النفوس مهيئة لتقبل التحريم المطلق ، فقال تعالى :

المائِدَة.....آية رقم : 90 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ ... } إذن : الحق سبحانه وتعالى نسخ آية وحُكمْها بما هو أحسن منه .


والعجيب أن نرى من يرفض قبول النسخ بالقرآن ، كيف والقرآن نفسه يقول :

البَقَرَة.... آية رقم : 106 {{ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}}

قالوا : لأن هناك شيئاً يُسمى البداء ... ففي النسخ كأن الله تعالى أعطى حُكماً ثم تبين له خطؤه ، فعدل عنه ‘لى حكم آخر .

ونقول لهؤلاء : لقد جانبكم الصواب في هذا القول ، فمعنى النسخ إعلان انتهاء الحكم السابق بحكم جديد أفضل منه ، وبهذا المعنى يقع النسخ في القرآن .

ومنهم مَن يقف عند قول الحق تبارك وتعالى : { نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا .. البقرة 106 } .

فيقول : { نأت بخير منها } فيها على للتبديل ، وضرورة تقتضي النسخ وهي الخيرية ، فما علة التبديل في قوله { أو مثلها } ؟

أولاً : في قوله تعالى : { نأت بخير منها } قد يقول قائل : ولماذا لم يأتِ بالخيرية من البداية ؟

نقول : لأن الحق سبحانه حينما قال :

آلِ عِمْرَان .... آية رقم : 102 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ....}
وهذه منزلة عالية من التقوى ، لا يقوم بها إلا الخواص من عباد الله ، شقت هذه الآية على الصحابة وقالوا : ومن يستطيع ذلك يارسول الله ؟

فنزلت :
{ فاتقوا الله ما استطعتم ... } التغابن 16

وجعل الله تعالى التقوى على قد الأستطاعة ، وهكذا نسخت الآية الأولى مطلوباً ، ولكنها بقيت ارتقاء ، فمن أراد أن يرتقي بتقواه إلى ( حق تقاته ) فبها ونعمت ، وأكثر الله من أمثاله وجزاه خيراً ، ومن لم يستطع أخذ بالثانية .

ولو نظرنا إلى هاتين الآيتين نظرة أخرى لوجدنا الأولى :
آلِ عِمْرَان .... آية رقم : 102 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ....}

وإن كانت تدعو إلى كثير من التقوى إلا العاملين بها قلة ، وفي حين أن الثانية :

فنزلت :
{ فاتقوا الله ما استطعتم ... } التغابن 16

وإن جعلت التقوى على قدر الأستطاعة إلا أن العاملين بها كثير ، ومن هنا كانت الثانية خيراُ من الأولى ، كما نقول : قليل دائم خير من كثير منقطع .

أما في قوله تعالى : { أَوْ مِثْلِهَا .. البقرة 106 } أي أن الأولى مثل الثانية ، فما وجه التغيير هنا ، وما سبب التبديل ؟

نقول : سببه هنا اختيار المكلف في مدى طاعته وانصياعه ، إن نُقل من أمر إلى مثله ، حيث لا مشقة في هذا ، ولا تيسر في ذلك ، هل سيمتثل ويطيع ، أم سيجادل ويناقش ؟

مثل هذه القضية ولاضحة في حادث تحويل القبلة ، حيث لا مشقة على الناس في الاتجاه نحو بيت المقدس ، ولا تيسير عليهم في الاتجاه نحو الكعبة ، الأمر اختبار للطاعة والانصياع لأمر الله ، فكان من الناس من قال : سمعنا وطاعة ونفذوا أمر الله فوراً
دون جدال ، وكان منهم من اعترض وأنكر واتهم رسول الله بالكذب على الله .

زمن ذلك أيضاً ما نراه في مناسك الحج مما سنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث نُقبل الحجر الأسعد وهو سحجر ، ونرمي الجمرات وهي أيضاً حجر ، إذن أمور لا مجال للعقل فيها ، بل هي لأختبار الطاعة والانقيادط للمشرع سبحانه وتعالى .

ثم يقول تعالى : { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ .. النحل 101 }

بل : حرف يفيد الإضراب عن الكلام السابق وتقرير كلام جديد ، فالحق سبحانه وتعالى يُلغي كلامهم السابق :

{ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ ... النحل 101}
ويقول لهم : لا ليس بمفتر ولا كاذب ، فهذا اتهام باطل ، بل أكثرهم لا يعلمون .

وكلمة ( أكثرهم ) هنا ليس بالضرورة أن تقابل بالأقل ، فيمكن أن نقول : أكثرهم لا يعلمون . وأيضاً : أكثرهم يعلمون كما جاء قوله سبحانه وتعالى :


الحَجُّ....آية رقم : 18 { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ العَذَابُ .... }

هكذا بالإجماع ، تسجد لله تعالى جميع المخلوقات إلا الإنسان ، فمنه كثير يسجد ، يقابله أيضاً كثير حَقَّ عليه العذاب ، فلم يقُلْ القرآن : وقليل حَقَّ عليه العذاب .

وعلى فرض أن : { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ }

إذن : هناك أقلية تعلم صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في البلاغ عن ربه ، وتعلم كذبهم وافتراءهم على الرسول الله حينما بالكذب ، ويعلمون صدق كل آية في مكانها ، وحكمة الله المرادة من هذه الآية .

فمن هم هؤلاء الذين يعلمون في صفوف الكفار والمشركين ؟
قالوا : لقد كان بين هؤلاء قوم أصحاب عقول راجحة ، وفهم للأمور ، ويعلمون وجه الحق والصواب في هذه المسألة ، ولكنهم أنكروها ، كما قال الحق تبارك وتعالى :


النَّمْل.....آية رقم : 14 { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَّعُلُوًّا .. }
وأيضاً من هؤلاء أصحاب عقول يفكرون في الهدى ، ويُراودهم الإسلام ، وكأن لديهم مشروع إسلام يُعدون أنفسهم له ، وهم على علم أن كلام الكفار واتهامهم لرسول الله باطل وافتراء .

وأيضاً من هؤلاء مؤمنون فعلاً ، ولكن تنقصهم القوة الذاتية التي تدفع عنهم ، والعصبية التي ترد عنهم كيد الكفار ، وليس عندهم أيضاً طاقة أن يهاجروا ، فهم ما يزالون بين أهل مكة إلا أنهم مؤمنون ويعلمون صدق رسول الله وافتراء الكفار عليه ، لكن لا قدرة لهم على إعلان إيمانهم .

وفي هؤلاء يقول الحق سبحانه وتعالى : الفَتْحُ .... وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُم وَأَيْدِيَكُمْ عنهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُم عَلَيْهِم وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ( آية : 25) هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ المَسْجِدِ الحَرَامِ والْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبُكُمْ مِنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيرِ عِلْمٍ ..... }

أي : تدخلوا على أهل مكة وقد اختلط الحابل بالنابل ، والمؤمن بالكافر ، فقتلوا إخوانكم المؤمنين دون علم .

الفَتْحُ....آية رقم : 25 { لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ لَو تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } أي : لو كانوا مميزين ، الكفار في جانب ، والمؤمنون في جانب لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً .

إذن : فإن كان أكثرهم لا يعلمون ويتهمونك بالكذب والافتراء فإن غير الأكثرية يعلم أنهم كاذبون في قولهم { إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ }

فيامحمد قل لهؤلاء الذين اتهموك : { قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين ءامنوا وهدى وبشرى للمسلمين ... النحل ..102 } .

اللهم تقبل منا صالح الأعمال
من خواطر الامام / محمد متولي الشعراوي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nooralhoda.mam9.com
 
وإذا بدلنا آية مكان آية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها)) والرد عليها(شبهة ورد
» يوحنا يناقض مرقس حول مكان الانكار الثاني لبطرس !

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.nooralhoda.7abibomri.com :: منتديات نور الهدي للرد علي شبهات القران الكريم-
انتقل الى: