اليشع الاقرع والاطفال والدببة وعقاب الرب موضوع غريب وعقوبة اغرب واعجب
يتحدث كاتب سفر الملوك الثاني عن النبي أليشع فيقول:
" ثُمَّ صَعِدَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى بَيْتِ إِيلَ. وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دبتان مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَداً. وَذَهَبَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ، وَمِنْ هُنَاكَ رَجَعَ إِلَى السَّامِرَةِ." ( 2 ملوك 2 : 23 - 25 فاندايك )
من خلال هذا النص يتضح لنا أن أليشع كان " أقرع " مما جعل الصبيان الصغار يُعيّرونه ويسخرون منه ويقولون له : " اصعد يا أقرع .. اصعد يا أقرع " !
فماذا فعل أليشع ؟؟
قام بلعن الصبيان الصغار باسم الرب ، وذلك انتقاماً لسخريتهم منه ، فما كان من الرب إلا أن أخرج لهم دبتان من الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَداً.
في هذه القصة نقطة تدل بما لا يدع مجالاً للشك بأن الكاتب يكتب دون معرفة وتدقيق. كيف؟
نلاحظ بأن الكاتب يقول بأن عدد الصبيان الذين تم افتراسهم هو 42 ، وهو عدد لا يمكن أن يصدق ، لأنه ريثما يتم افتراس الصبي الأول و الثاني أو حتى العاشر ، فإن بقية الصبيان يكونوا قد هربوا بلا شك ... اللهم إلا إذا أراد كاتب سفر الملوك أن يقنعنا بأن الصبيان قد اصطفوا بالدور منتظرين نهايتهم السعيدة واحداً تلو الآخر؟!!
فانظر أيها القارئ وتعجب ......
والآن لنفترض جدلاً أن القصة صحيحة ، فإن الكنيسة دائما ما تتغنى بأن الله محبة ، فأين هي محبته مع هؤلاء الصبية الصغار؟ ان قتل هؤلاء الصبية الصغار لمجرد استهزاءهم بشخص حتى لو كان خادما لله عز وجل ,,, هو أمر غريب على من يدعون أن الله نفسه هو من ضحى بنفسه أو ابنه لأجل البشرية!!!
اسأل نفسك أخي القارئ ماذا فعل هؤلاء الصبية الصغار حتى يكون جزائهم القتل بهذه الوحشية؟ أين هو العدل وأين هي المحبة؟
والآن لنفترض أن صبياً مسيحياً صغيراً ضحك على رجل أصلع فقام هذا الرجل فقتله، هل يا ترى سيتفهم أبو الطفل المسيحي الموضوع؟ أم انه سيتهم هذا الرجل بالوحشية والاجرام؟
ما أكثر كلام المبشرين المسيحيين عن المحبة وما أكثر الضجيج الذي يحدثونه بهذه الكلمة في كل مكان وزمان!! الحقيقة ان المحبة كقيمة جديرة بكل اهتمام ولكنها لا يمكن أبدا أن تتناغم مع ما يعرضه الكتاب المقدس ، ويكفى أن نعرف بأن الإله بحسب تصور الكنيسة لا يغفر بدون سفك دم ، ( عبرانيين 9 : 22 ) وهذا ينقض ادعاءات نظريتهم في الخلاص المجاني المزعوم!
وأمور أخرى عديدة تجعل من كلام المسيحيين عن المحبة مجرد مزايدات وتنكر لأوضح المعطيات الكتابية والعقلية ....