Admin المشرف العام
عدد المساهمات : 376 تاريخ التسجيل : 02/02/2010
| موضوع: تعظيم النبي ۖ لمن سبقه من الأنبياء والرسل عليهم السلام الإثنين مارس 22 2010, 07:10 | |
| لا شك أن من أهم ضروريات الدين ومن أعظم مقاصد الإسلام حماية أعراض الأنبياء وحماية عرض سيد الأولين والآخرين رسول الله من أي مس بسوء، والحقيقة أنه رغم الاستهزاء المتكرر بين وقت وآخر بشخصية رسول الله ، فإن العاقبة دائماً تكون في صف الإسلام والمسلمين، حيث يدخل الكثير من الناس في دين الله أفواجاً، فكيف يقابل المسلمون مثل هذه الأشياء؟ هل يقابلونها بالمثل؟ هل للمسلمين أن يردوا بالاستهزاء من المسيح عليه السلام أو من التوراة والإنجيل؟ هذا لا يمكن أن يحدث، لماذا؟ لأننا لو استقرأنا التاريخ الإسلامي، أي منذ أربعة عشر قرناً إلى اليوم، لما استطعنا أن نسجل حادثة واحدة قام فيها مسلم واحد من ملايين المسلمين بسب المسيح عليه السلام أو سب سيدنا موسى عليه السلام أو مريم عليها السلام أو مجرد الاستهزاء منهم أو نحو ذلك. لماذا؟ لأن المسلم إذا وقع في مثل هذا فإنه يكفر ويخرج من ملة الإسلام ولا يبقى له في الإسلام حظ، هكذا احترام الإسلام لجميع أنبياء الله تعالى عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، والسباب حيلة العاجز عن الحجة، فالإيمان بجميع الأنبياء وتعظيم واحترام جميع أنبياء الله وجميع كتب الله السماوية إنما هو أثر من آثار بركة الإسلام الحنيف وأقوى الأدلة على أنه دين الحق. يقول الله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}(البقرة:285). ويقول الله تعالى: {قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}(آل: عمران:84). ولو تأملنا السنة النبوية المطهرة لوقفنا على عشرات النصوص التي توضح تعظيم رسول الله لمن سبقه من الأنبياء والرسل عليهم السلام، فماذا قال رسول الله في شأنهم؟ وبماذا كان يذكرهم عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام؟ قال رسول الله في حق سيدنا إبراهيم عليه السلام إنه خير البرية. فعن أنس بن مالك قال: «جاء رجل إلى رسول الله فقال يا خير البرية فقال رسول الله ذاك إبراهيم عليه السلام»(مسلم والترمذي). وأخبر رسول الله أنه أحق بالشك من سيدنا إبراهيم عليه السلام. فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال {رب أرني كيف تحيي الموتى، قال أو لم تؤمن؟ قال: بلى ولكن ليطمئن قلبي}(صحيح البخاري). وقال رسول الله في حق سيدنا موسى إنه كان رجلاً حيياً. فعن أبي هريرة قال، قال رسول الله : «إن موسى عليه السلام كان رجلاً حيياً ستيراً ما يُرى من جلده استحياء منه فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده، إما برص وإما أدرة وإما آفة وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا، وإن موسى خلا يوماً وحده فوضع ثيابه على حجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها وإن الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه فطلب الحجر فجعل يقول ثوبي حجر ثوبي حجر حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عرياناً أحسن الناس خلقة وأبرأه مما كانوا يقولون، قال وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضرباً بعصاه، فوالله إن بالحجر لندباً من أثر عصاه ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً فذلك قوله تعالى: {يأيها الذين أمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهاً}(الأحزاب:69)(صحيح البخاري). وصام رسول الله يوم عاشوراء؛ لأن الله نجى فيه سيدنا موسى عليه السلام. فعن أيوب عن أبي سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس قال: «قدم رسول الله المدينة فوجد يهود يصومون يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ فقالوا: هذا يوم عظيم، يوم نجى الله موسى وأغرق آل فرعون، فصامه موسى شكراً، قال النبي فإني أولى بموسى وأحق بصيامه، فصامه وأمر بصيامه»(رواه أحمد بسند صحيح). ولقد أمر الله تعالى نبيه بالاقتداء بالرسل والأنبياء السابقين في تحمل الأذى والصبر والحلم وكل الخصال الحميدة، ولأنهم أهل الهدى والتقوى وذلك مصداقاً لقول الله تعالى: {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ}(الأنعام: 9). لذلك تذكر رسول الله سيدنا موسى عليه السلام حينما اعترض رجل من الأنصار على قسمة رسول الله للغنائم يوم حنين، فقد آثر رسول الله ناساً في القسمة دون غيرهم. فعن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال: «لما كان يوم حنين آثر النبي أناساً في القسمة: فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أناساً من أشراف العرب فآثرهم يومئذ في القسمة، قال رجل: والله إن هذه القسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله، فقلت: والله لأخبرن رسول الله فأتيته فأخبرته، فقال: «فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله؟ رحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر»(متفق عليه). وذكر رسول الله السيدة مريم بنت عمران عليها السلام ممن كملهن الله عز وجل، فعن عمرو بن مرة قال: سمعت مرة الهمداني يحدث عن أبي موسى الأشعري قال: «قال النبي : فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون»(صحيح البخاري). ومن ذلك أيضاً عن علي بن أبي طالب قال: «قال رسول الله : خير نسائها خديجة، وخير نسائها مريم»(رواه أحمد). وذكر رسول الله أن كل مولود يطمع الشيطان في إغوائه إلا مريم عليها السلام وسيدنا عيسى عليه السلام، لأنهما كانا معصومين استجابة منه سبحانه وتعالى لدعاء أمها حيث قال: {وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}(آل عمران: 36). فعن أبي هريرة «أن النبي قال: ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد، فيستهل صارخاً من مس الشيطان إياه، إلا مريم وابنها»(صحيح البخاري). وذكر رسول الله أنه أولى الناس بسيدنا عيسى عليه السلام من جهة قوة قرب العهد به وأن الأنبياء إخوة. فعن أبي هريرة قال «قال رسول الله : أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد»(صحيح البخاري). ووصى رسول الله من يدرك منا سيدنا عيسى عليه السلام أن يقرئه من رسول الله السلام. فعن أبي هريرة قال: «قال رسول الله إني لأرجو إن طالت بي حياة أن أدرك عيسى ابن مريم، فإن عجل بي موت فمن أدركه منكم فليقرئه مني السلام»(رواه أحمد). واختار رسول الله أن يكون مع النبيين حينما خُير في مرض موته بين الدنيا والآخرة. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «سمعت رسول الله يقول ما من نبي يمرض إلا خُير بين الدنيا والآخرة، وكان في شكواه الذي قبض فيه أخذته بحة شديدة، فسمعته يقول: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فعلمت أنه خُير»(صحيح البخاري).
| |
|