[size=18]
قصة عثمان بن عفان وفضله في حفظ القرآن
عندما يواجه المسلمون النصارى بحقيقة أن كتابهم قد تم تحريفه ، فإنهم
يقولون بأن القرآن محرف و أن عثمان بن عفان – رضى الله عنه - قد أحرق
المصاحف المخالفة التى خالفت ما تم جمعه فى عهده ؟ و يتساءلون عن أسباب
هذا التصرف ؟
أولا:- أحب أن أذكر أن سيدنا عثمان بن عفان من صحابة النبي عليه السلام ومن الذين بشروا بالجنة
ثانيا:-
أحب أن أوضح أن في عهد عثمان بن عفان كان الإسلام قوه عظمى في العالم وليس
كالمسيحية التي كانت منذ بدايتها وحتى رفع المسيح عليه السلام في إتضهاد
من قبل اليهود وهذا الضعف للمسيحيين الاوائل هو ما ساعد ظهور الأنبياء
الكذبه أمثال بولس الذين غيروا تعاليم المسيح وحرفوا الإنجيل.
والأن نبدأ قصة عثمان بن عفان وفضله على أمة الإسلام بعد الله عز وجل في حفظ القرءان
القرآن لم يحرف و لم يغير منه حرف واحد -فقد أحرق عثمان بن عفان –رضى الله عنه –المصاحف بعد أن جمعها لعدة أسباب :
1-
كان بها بعض العبارات التفسيرية سواء آخر الآية أو فوقها أو تحتها ,وخاف
أن يظن بعد ذلك أنها من القرآن و هى فى الحقيقة تفسيرات و هذه العبارات
التفسيرية لم تكن واحدة و لكن اختلفت باختلاف الكتاب.
2- كانت هذه المصاحف قراءات غير صحيحة .
3- الطريقة التى كتبت بها هذه المصاحف لا تحتمل وجود الألسن السبعة بل أكثرها كان يعتبر عن لسان واحد عن قبيلة واحدة .
4-
اختلاف الطرق الإملائية فى هذه المصاحف و هذا ما تداركه عثمان فى حد الخط
على يد رجل واحد هو سعيد بن العاص رضى الله عنه حتى تصبح النسخ كلها بخط
واحد كأنها نسخ ضوئية .
و الأهم من هذا كله أن أصحاب المصاحف مثل
أبى ابن كعب و عبد الله بن مسعود و على بن أبى طالب لم يعترض منهم أحد و
أجمعوا على صحة ما فعله عثمان و تمت عملية الإحراق أمام الكبراء من صحابة
النبى صلى الله عليه وسلم حتى لما حدثت الفتنة و قال بعض الروافض : أنه
حرق المصاحف قال لهم على بن أبى طالب : اتقوا الله أيها الناس و الله ما
فعل عثمان ذلك إلا بمشورتنا و حضورنا و موافقتنا جميعا لم يشذ منا أحد .
أما عن كيفية جمع القرآن فى عهد عثمان بن عفان – رضى الله عنه – فقد كان جمعة من قبل المهرة بالقرآن كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة .
بدء التفكير في جمع القرءان وحرق النسخ المخالفة
فزع حذيفة بن اليمان رضى الله عنه عندما رأى اختلاف الناس و تعصبهم لبعض
القراءات إلى حد الافتخار بقراءة على أخرى و نظرا لفتوح البلاد الأعجمية
بدأت تظهر قراءات كثيرة مليئة بالأخطاء لدخول ألسنة غير عربية على قراءة
القرآن فظهر الكثير من اللحن فى قراءته فتوجه إلى أمير المؤمنين عثمان بن
عفان أن يدر الأمة قبل أن تضيع لغة القرآن بين الناس و تحدث فرقة كفرقة
أهل الكتاب على كتابهم فتم اختيار نخبة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
و سلم لجمع القرآن فى مصحف واحد يجتمع عليه الناس و يحمل فى نفس الوقت
صلاحية الأحرف السبعة غير القراءات السبعة و كانت النخبة التى كونها ثمان
من الحفظة المهرة الذين حضروا العرضة الأخيرة على رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، و تلوها عليه و أقرهم عليها و من هؤلاء الحفظة زيد بن ثابت و عبد
الرحمن بن الحارث بن هشام رضى الله عنهم أجمعين و قد كان هؤلاء من كتبة
الوحى و كانوا حافظين للقرآن بالسماع المباشر من الرسول صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س : ماذا حدث بعد موت النبي (ص) ؟
ج : بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم تفرق المسلمون – بما فيهم الصحابة – في أرض الله للجهاد .. وتفرق معهم الكثير والكثير من الأحاديث التي سمعوها من النبي (ص) ..
أضف إلى ذلك أنه تم جمع القرآن في عهد خليفة رسول الله أبي بكر الصديق في مصحف واحد بإشارة من عمر عندما رأى موت الكثير من حفظة القرآن في حروب الردة ..
وبالفعل بدأ المسلمون يجمعون آيات القرآن الكريم المكتوبة على الصخور أو أوراق النباتات أو سعاف النخل أو عظام الحيوانات أو المحفوظة في صدور الرجال ليكتبوها ويحفظوها في مصحف واحد تم وضعه عند أم المؤمنين حفصة بنت عمر .. وبالطبع أخذ عمر مع الصحابة جميع الاحتياطات اللازمة لصحة تجميع القرآن .. فلا تكتب آية إلا بشاهدي عدل يشهدان على سماعها مباشرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أيضاً مراعاة ترتيب الآيات والسور كما كان يقرؤها الرسول صلى الله عليه وسلم.. كما أمرهم عمر أنه عند اختلافهم في نطق كلمة من الكلمات أن يكتبوها بلهجة أو بلسان أهل مكة .. لأن القرآن نزل على الرسول به في الأصل .. ومن أهم الاحتياطات كذلك التي اتخذها عمر هو حرق كل الأحاديث النبوية المكتوبة !! وكان ذلك خوفاً من ضياع القرآن واختلاطه بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم المكتوبة أو الشارحة لها .. فجزى الله تعالى أبا بكر وعمر وجميع الصحابة خيراً على ما قاموا به .. ولتتحقق آيات الله تعالى في سورة الحجر :
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " الحجر – 9 ..
وسأضطر هنا لتكملة قصة تجميع القرآن الكريم – والتي لا يعرفها كثير من المسلمين للأسف - ..
فبعد أن حفظت نسخة القرآن كاملة لأول مرة منذ نزوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم – ولم يجمعه النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة لأن القرآن كان يتنزل عليه حتى آخر عمره صلى الله عليه وسلم - .. وبقيت هذه النسخة محفوظة كما قلنا عند أم المؤمنين حفصة بنت عمر باقي خلافة أبي بكر – عامان – ثم طوال خلافة أمير المؤمنين عمر – اثنا عشر عاماً – ثم جزءاً من خلافة أمير المؤمنين عثمان .. والذي في خلافته اتسعت أرض الإسلام كثيراً شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً .. فلاحظ الجنود المسلمون من العرب اختلاف قراءة القرآن من إخوانهم الجنود الذين دخلوا في الإسلام من غير العرب .. وذلك أثناء الفتوحات وفي الثغور وغيرها ..
ومع أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز سبع لهجات أخرى غير لهجة أهل مكة للقرآن والتي نزل أصلاً بها – وذلك تيسيراً من الله تعالى على أهل هذه المناطق المتفرقة من عرب أهل الجزيرة - .. إلا أن الاختلاف تعدى ليس مجرد اللهجة والنطق .. ولكن بدأت الحروف تتغير بسبب لهجات أهل هذه البلاد – مثل بلاد فارس والروم و الهند والصين - ..
أيضاً بدأت بعض المصاحف ( ذات القراءات الشاذة ) في الانتشار بين الناس .. والقراءة الشاذة هي مصطلح أطلق على المصحف عندما يقوم الصحابي بكتابة معنى بعض الآيات فيه بدون فصل بين الآية نفسها وبين معناها .. وذلك – مع أنه بحسن نية من الصحابي – إلا أنه يعد نوعاً من أنواع التحريف للقرآن !! بل ويمكن مع مرور الوقت عدم تفريق الناس بين ما هو معنى للآيات وما هو الآيات نفسها !! ومن أشهر الحوادث في ذلك مصحف عبد الله بن مسعود ..
لذلك فقد أصدر أمير المؤمنين عثمان أوامره بجمع جميع المصاحف التي كتبها أصحابها من البلاد الإسلامية.. ثم القيام بحرقها جميعاً ..
ثم أمر بعد ذلك بنسخ سبعة نسخ أصلية من المصحف الذي عند أم المؤمنين حفصة والقيام بتوزيعه على الأمصار .. على أن تلتزم جميع بلاد الإسلام بهذا المصحف ..
فكانت خطوة عظيمة أيضاً من عثمان لحفظ القرآن كما أنزل بين أيدينا إلى الآن .. ولنكون نحن الأمة الوحيدة بين أمم أهل الكتاب من اليهود والنصارى التي تملك النسخة الأصلية من كتاب رسولها – وليست التراجم كحال التوراة والإنجيل اليوم - .. وبذلك حفظ الله تعالى كتابه الأخير إلى البشرية من التحريف والضياع .. وكأنه يقول للإنسان :
عندما تركت لك أمر حفظ كلامي وكتبي لم تستطع .. بل وأضعتها وحرفت فيها وكتبت فيها من عندك .. أما آخر كتبي للبشر فقد تعهدته بنفسي .. وحفظته من الضياع ..
وإلى الآن لم تنجح المحاولات العديدة من اليهود والنصارى لتحريف القرآن بشتى الطرق عبر السنين ..
بل والحمد لله .. فإن مصحف عثمان والذي احتفظ به في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم موجود حتى الآن لم يمسسه سوء بإذن الله تعالى لمن يريد أن يراه ..
|
|
|